دشن الحراقة الجزائريون شهر رمضان الكريم بقوة عن طريق سلك طريق الموت عبر اتخاذ الهجرة السرية مسلكا لهم، حيث تم إحباط محاولة دخول 119 حراق إلى ألميريا الإسبانية منهم 3 نساء و4 أطفال، إلى جانب توقيف 17 آخرين بسردينيا الإيطالية، والملاحظ أن جل الحراقة من كبار السن، حسب ما تفيد به السلطات الإسبانية. 7 قوارب لنقل 119 حراق إلى إسبانيا أغلبهم من كبار السن أفاد تقرير حكومي نشرته وكالة الأنباء الإسبانية أول أمس، أن حرس السواحل بمدينة ألميريا الإسبانية أحبط محاولة تسلل 119 حراق جزائري إلى اٍلأراضي الإسبانية بعدما قدموا إليها عبر 7 قوارب خشبية، من بينهم 3 نساء وأربعة أطفال، كانوا قد بدأوا الوصول إلى المياه الإسبانية يوم الجمعة ابتداء من الساعة الثامنة مساء إلى غاية الصباح الباكر من اليوم الموالي. وتعود التفاصيل حسب نفس المصادر إلى اعتراض أول قارب كان يحمل 17 شخصا، في الوقت الذي تم اعتقال 7 أشخاص آخرين تمكنوا من دخول قرية لاهيجيرا كالا دي في نيجار وكان كل المعتقلين من كبار السن. وعلى بعد ستة أميال من سان خوسيه في حدود الساعة ,23.30 تم اعتراض 11 حراقا آخر على متن قارب خشبي، أما في حوالي الساعة 02.10 صباحا تم رصد رابع قارب على بعد 15 ميلا من بونتا على متنه 25 شخصا معظمهم من كبار السن أيضا، ليتم بعد ذلك اكتشاف قارب آخر يقل 14 مهاجرا سريا. وفي حدود الساعة 03.30 ومع اقتراب انتهاء عمليات الإنزال وضعت القوات الإسبانية حراس سواحلها في حالة تأهب قصوى، وهذا باستعمال كل الأجهزة الحديثة لرصد الحراقة من كاميرات ووسائل نقل بحرية إضافة إلى حوامات تطوف فوق المياه المشتبه فيها وصول الحراقة، وفي غضون ذلك تم وصول 36 حراقا آخر، من بينهم ثلاثة نساء منهم امرأتين حاملين. وأخيرا وفي الساعة 06.30 في سان خوسيه حط آخر زورق يحمل تسعة مهاجرين غير شرعيين، من بينهم أربعة أطفال قد دون السن القانونية، وبهذا انتهى الإنزال البحري للحراقة الجزائريين الذين كان حظهم سيئا عندما تم توقيفهم جميعا من قبل السلطات الإسبانية. حراق برجل مكسور و3 قصر من بين 17 آخرين أوقفوا بسردينيا من جانب آخر وفي الجهة الأخرى من دول البحر الأبيض المتوسط كان للحراقة الجزائريين قدم في جزيرة سردينيا الإيطالية، حيث حط 17 حراقا في العشرين من الشهر الجاري، حيث أوقفوا جميعا من قبل حرس السواحل الإيطالي، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإيطالية. وكان الحراقة قد نجوا بأعجوبة من الغرق، خاصة وأنهم اصطدموا بالصخور على مقربة من منطقة كالسيتا، مما اضطرهم إلى طلب المساعدة من سكان المنازل المجاورة للساحل على وجه الخصوص، خاصة وأن امرأة أصيبت أثناء الاصطدام بجروح خطيرة، مما استدعى تدخل الحرس الإيطالي وأنقذوا المهاجرين غير الشرعيين إثر بلاغ من السكان المحليين. وبعد عملية الإجلاء تبين أنه من بين المهاجرين ثلاثة قصر، إضافة إلى مهاجر آخر كانت رجله مكسورة ومكسوة بالجبس نظرا لتعرضه لكسور، حيث غامر وهو في هذه الحالة في الإبحار عبر قوارب الموت في رحلة إلى ايطاليا. وعلى إثر ذلك تم نقله هو والمرأة المصابة إلى المستشفى القريب من المنطقة في ''سيراي كاربونيا''، أما بقية الحراقة فقد تم نقلهم إلى مركز استقبال المهاجرين غير الشرعيين في انتظار النظر في شأنهم، تقول نفس المصادر. ويأتي هذا الأمر في وقت شهد فيه شهر رمضان المنصرم تنظيم عمليات حرقة واسعة، حيث كان الحراقة يستغلون وقت الإفطار من أجل الإفلات من قبضة حراس السواحل في الجزائر، ورغم هذا الأمر تبقى الجزائر تعمل ما في وسعها لكبح جماح الحراقة الجزائريين الذي ما ينفكون في الظفر بكل الفرص الممكنة التي من شأنها أن تكون سانحة للوصول إلى الجنة الأوروبية الموعودة ظنا منهم أن الجنة هناك والنار هنا، لكن الأمر مختلف، فسرعان ما تصطدم تلك الأحلام الوردية بواقع مر بجعل الكثيرين يتوسلون العودة إلى الجزائر، حسب ما يفيد به ''الحراقة النادمين''.