ترفض بعض النساء بشدة فكرة قبول أي عريس قد يطرق أبوابهن من أول لحظة وذلك لعدم وجود الشروط التي يرغبن فيها والتي قمن بوضعها من أجل أن يكون هناك توافق وتوازن من كلا الطرفين، وعلى هذا الأساس وسعيا منهن لتغطية النقائص الموجودة فيهن فهن يبحثن في شريك الحياة الذي يمكنه تغطية ذلك الشعور الذي يخالجهن ويعطيهن الشعور بالأمان، وهو ما يعكس لنا مفارقات الحياة وما تبينه من تحكم للقضاء والقدر في إنشاء علاقة زوجية نلاحظ فيها دائما وجود مواصفات عكسية في أحد الطرفين. تتبادل الكثير من الشابات وهن في جلسات حميمية سواء في المناسبات العائلية أو في أماكن العمل ومدرجات الجامعة أطراف الأحاديث حول وضعهن لمجموعة من المواصفات التي يفضلن أن تتوفر في فرسان أحلامهن سواء أكانت فيزيولوجية أومعنوية، حيث يعتبرن في ذلك الأمر حرية لهن طالما أنه لا شيء ولا أحد يرغمهن على القبول بأي عريس يرغب في طلب يدهن للزواج دون أن يكون لهن اقتناع بذاك الطرف الآخر أو وجود تطابق ونوع من الانسجام بينهما، كما تختلف وجهات نظر الشابات إزاء هذا الموضوع فبعضهن يجدن في قضية الشروط التي يحددنها من الحقوق التي يخولها لهن الشرع والتي لا يمكن لهن التخلي عنها مهما كانت الظروف، بينما من وجهة نظر أخريات فهن يربطن هذه المسألة بعامل السن فالبنسبة لهن فطالما أنهن لم يبلغن بعد مرحلة الخطر فالوقت مازال مبكرا للخوض في أمور الزواج، وبناء على ذلك يحددن قائمة من الشروط والمواصفات المثالية لأن الزواج في نظرهن يعد مرحلة مقدسة في الحياة ويتم مرة واحدة في العمر، ولذلك لا ينبغي عليهن التسرع واتخاذ قرارات في هذا الخصوص حتى لا يندمن في النهاية أو يشعرن بالحسرة على ربط مصيرهن برجال لم يكونوا مناسبين لهن في يوم من الأيام، فمن العبارات المتداولة بين الشابات في الآونة الأخيرة هو أنهن لن يتزوجن إلا برجال اخترنه هن عن قناعة وأن صفاتهم وخصالهم تتناسب مع شخصيتهن. قائمة شروط للشريك المثالي! تتنوع آراء ووجهات نظر العديد من النساء في مسالة مواصفات شريك العمر فكل واحدة تضع في مخيلتها قائمة من الخصائص التي تختلف من واحدة إلى أخرى، فنجد أن هناك منهن من تبحث عن الشخص الذي يتمتع بمستوى دراسي يتوافق مع مؤهلاتها العلمية، حيث لا يحبذن فكرة أن يكون الرجل أقل منها مستوى خوفا من المشاكل التي يمكن أن تظهر مستقبلا وتتسبب في خلافات تؤثر على مستقبل العلاقة الزوجية، وهوما تكشفه لنا العديد من الوقائع والصراعات داخل المحاكم الجزائرية، حيث تنتهي في معظم الأحيان بحالات انفصال لعدم توفر عنصر التفاهم وعدم تكافؤ درجات الانسجام، كما نجد شابات أخريات يحرصن على أن يكون فارس أحلامهن وسيما وأنيقا على غرار ما أصبحن يرونه في المسلسلات التركية على غرار ''مهند '' و''عمار الكوسوفي''، حيث تحول هؤلاء الأبطال إلى قدوة ونماذج للمقارنة لدرجة أنهن صرن يفضلن وجود بعض الصفات الموجودة في هؤلاء الممثلين لتكون بالضرورة متوفرة في شركاء الحياة في المستقبل، وفي هذا الإطار أكدت لنا السيدة ''حورية'' متزوجة منذ سنتين أنها عندما كانت عزباء كانت تركز كثيرا على تكافؤ المستوى التعليمي بينها وبين زوج المستقبل خاصة أنها متحصلة على شهادة مهندسة دولة في الزراعة وفعلا، تضيف لنا، فإنها عندما تعرفت على خطيبها آنذاك شاء القدر أن يكون هو أيضا حائزا على نفس الشهادة وبعد معرفتهما لبعضهما أكثر اتفقا على الزواج وحاليا لا يوجد مشاكل في التعامل مع بعضهما البعض. ومن جهتها صرحت لنا الآنسة ''حياة'' والتي لم تتزوج بعد بأنها تحبذ أن يكون شريك حياتها رجلا وسيما، ليس مثل المسلسلات بالضبط، لكن على الأقل يكون مقبول المنظر. أما من جهتها فتعتبر ''مريم'' أن وضع قائمة بشروط للزوج المستقبلي ليس دائما لصالح المرأة، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في بقائها عانسا دون أن تحصل على أي رجل يسترها سواء أكان بالشروط التي حددتها هي أو حتى دونها، ومن هنا فمن الضروري لكل شابة أن تضع في الحسبان هذا الأمر وأن لا تطلق العنان لتلك الشروط غير المنتهية التي تكلف غاليا، فهي لن تشعر بالخطر في الوقت الحاضر لأنها صغيرة في السن لكن عندما تمر السنوات تباعا سوف تدرك ذلك الأمر.