تتعرض الكثير من النساء إلى الحوادث المنزلية وهن يمارسن أعمالهن اليومية، حيث يتحول يومهن إلى كابوس. فبمجرد انشغالهن بإنجاز عمل ما سرعان ما يصادفهن ما لم يكن في الحسبان وما لم يكن يخطر على البال ففي لمح البصر يصبن بجروح تبلغ درجاتها العليا نتيجة وقوعهن ضحايا إما جراء تناثر الزيت الساخن، انفجار إبريق القهوة أو سقوط قدر به ماء يغلي وتكون الوجهة بذلك في الكثير من المرات إلى مصالح الاستعجالات. تصادف النساء وهن منهمكات في إنجاز الشؤون المنزلية مجموعة من الأخطار الناجمة عن الحوادث التي يتعرضن لها في سلسلة أداء مهامهن على أكمل وجه، وعلى الرغم من حرصهن التام على أن يمر ذلك اليوم على أحسن ما يرام إلا أنه ودون أية رغبة منهن ولا إشعار مسبق تتغير المجريات وتجري الرياح بما لا تشتهيه السفن. ففي داخل ذلك المطبخ الذي يعتبر حقل التجارب للمرأة حيث تمارس فيه كل ما يحلو لها من فنون الطهي وإبراز مهاراتها وقدراتها وفي غمرة تركيزها من أجل الحصول على تلك الكيفية التي ترغب في إعدادها بكل نجاح، تصطدم الكثيرات بمجموعة من الحوادث المنزلية تعيق عملية تحقيقهن لمرادهن. وما تجدر الإشارة إليه في هذه النقطة بالذات، أن عدم اكتراث النساء بما قد يهدد صحتهن يعتبر من العوامل التي تؤدي بقوة إلى وقوعهن ضحايا، حيث عادة ما يؤدي سوء تقديرهن للأمور وإهمالهن للتنظيم الجيد إلى تسببهن بأنفسهن في الإصابة بالجروح. معركة في المطبخ تنتهي بانقلاب مقلاة من الزيت الساخن من الحوادث التي تتكرر يوميا في مطبخ المرأة الجزائرية هو تعرضها إلى حوادث قد تصل إلى مرحلة الخطورة، حيث يحتدم الصراع بينها وبين الزمن من أجل التغلب عليه والوصول إلى الانتهاء من عملها في الوقت المحدد، وسعيا منها لإنجاز كل الأعمال التي تنتظرها في برهة من الزمن، فإنه في ظل كل ذلك ودون أن تشعر بالخطر المحدق بها وبمجرد أن تقوم بخطوة نحو الفرن حتى تفاجأ بانقلاب تلك المقلاة المملوءة بالزيت الساخن على جسمها، ففي الوقت الذي كانت تحرص فيه على سلامتها وتتجنب احتراق ما بداخلها، فإنها تغدر بها وذلك بسبب إغفالها عنها. وفي هذا الشأن تروي لنا السيدة ''وسيلة'' بأنه صادف يوما وهي تقوم بإعداد الغداء وبينما هي في حركة دؤوبة وتسابق عقارب الساعة من أجل الانتهاء مع موعد رجوع أبنائها من المدرسة ودون أن تلاحظ أن يد تلك المقلاة كانت على حافة الفرن، قامت بإسقاطها من أعلاه، فتناثر الزيت على كل جزء من جسمها وسبب لها جروحا بالغة الخطورة وهو ما استدعى نقلها على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات، وهناك تم تقديم الإسعافات الأولية لها، حيث وضعت لها الضمادات على كل أطرافها ونصحها الأطباء بعدم بذل مجهودات كبيرة، ومنذ ذلك الوقت، تضيف لنا، أصبحت أكثر حرصا وانتباها وتبقي دائما يد القدر في الاتجاه المعاكس. أما السيدة ''حكيمة'' فتضيف لنا، في السياق ذاته، أنها في إحدى المرات وبينما هي تقوم بتحضير القهوة الصباحية ولأنها لم تحكم إغلاق الإبريق جيدا انفجر في لمح البصر وانفصل إلى قسمين الأول قفز حتى إلى سقف المطبخ والجزء الثاني كاد أن يصيبها في وجهها ولولا قدرة الله، تؤكد لنا، لكانت قد فقدت بصرها أو تشوهت في وجهها، حيث صادف أن ابتعدت برهة من الزمن من أمام الفرن مباشرة مع تلك الفاجعة. أما فيما يتعلق بالسيدة ''وفاء''، فإن ما تعرضت له في المطبخ من نوع خاص، ففي الأسبوع الماضي لما كانت مشغولة في المطبخ انفجر الباب السفلى للفرن المصنوع من الزجاج وجرحت في رجلها من شدة الضغط، وقد شعرت بفزع كبير من جراء ذلك خاصة أن الزجاج كان ساخنا.