أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس عن تنظيم حزبه لمنتدى دولي أواخر شهر فيفري القادم، متعلق بموضوع الطاقات الحبيسة والمتجددة، وخاصة الغاز منها. وأوضح بلخادم خلال إشرافه على تنصيب اللجنة التحضيرية لهذا الملتقى بالمقر المركزي للحزب بحيدرة بالجزائر العاصمة أن هذا الملتقى الذي سيحضره خبراء من الجزائر وخارجها سيعالج قضايا الطاقة التي تهم حياتنا اليومية، وكذا التطرق إلى ارتباطها مع الآخرين، مشيرا إلى أن الورشات التي ستنظم في هذا المنتدى ستحاول إبراز المنظور الجزائري المتعلق بقطاع الطاقات الحبيسة والمتجددة. وبعد أن بيّن أن موضوع الغاز سيكون أبرز المواضيع التي سيتم معالجتها خلال هذا الملتقى، أوضح بلخادم خلال مداخلة له في ندوة نظمها مركز الدراسات والبحث والاستشراف التابع للحزب العتيد بعنوان ''حول السياسة الطاقوية: الغاز بين التكاليف والاستثمار'' أن الطاقة من أجسم قضايا البلاد لأنها تتعلق ''بالضرع الذي يتغذى منه الجزائريون''، مشيرا إلى أن الغاز سيكون المصدر الأساسي للطاقة الذي سنعتمد عليه مستقبلا. وأشار بلخادم في تدخله إلى اختلاف التحاليل المتعلقة بنفاذ مخزوننا من النفط والذي حدد في سنة ,2030 أما الغاز فستنضب مخزوناتنا منه في ,2050 مبينا أن هذه الآراء ترى من يخالفها، بين من يمدد هذا التاريخ ومن يقلصه. وأوضح الأمين العام للأفلان أن حجم القيمة المضافة الآتية من المحروقات قد تقلصت خلال السنوات الأخيرة، وقدرت عام 2009 ب 3200 مليار دينار، مسجلة انخفاضا بنحو 30 في المائة مقارنة بثلاث سنوات سابقة، كما أن كمية الجزائر من المحروقات المصدرة من النفط قد تراجعت في السنوات الأخيرة على حد ما أضاف بلخادم الذي أرجع هذا التراجع إلى سياسة متعمدة من الدولة ترى أن أفضل مكان تضع فيه مخزونات الجزائريين هو باطن الأرض، خاصة إذا كان سعر المحروقات غير مناسب. ولدى تطرقه إلى موضوع الطاقات المتجددة طرح بلخادم بعض آراء خبراء وزارة الطاقة والمناجم الذين يرون أن الطاقة الشمسية مكلفة، وأن التجهيزات والتكنولوجيا التي تتطلبها لا تتوفر عليها الجزائر، لذلك من الأفضل استغلال الطاقات المتوفرة والتي تكون بتكلفة أقل. وفي تعليقه على مختلف الآراء التي طرحها بلخادم، قال الإطار السابق بمؤسسة سوناطراك توفيق حسني إنه من المؤكد أن الطاقات الباطنية الجزائرية ستنضب قريبا، مفندا أن تكون تكلفة الطاقة الشمسية أكثر من تكلفة استخراج الغاز والبترول، كون تكاليف الاستكشاف تتطلب هي الأخرى ضخ أموال كثيرة، ومضيفا أنه إذا كان عدم استخراج الطاقات الباطنية يضمن عدم ضياعها، فإن طاقتنا الشمسية نتركها كل يوم تذهب دون أن نستفيد منها، وتلك خسارة أكبر. وبيّن حسني أن الجزائر تمتلك نحو 10 في المائة من إمكانات الإنتاج العالمي للطاقة الشمسية، ومن ثم فهي تستطيع إن طورت هذا القطاع أن ترفع من قوة الإصغاء إلى آرائها على الساحة الدولية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن ألمانيا مستعدة للتضحية بعلاقاتها مع إسرائيل من أجل الطاقات المتجددة في الجزائر. وقال الخبير ذاته إن المشاكل التي تعرفها منطقة الساحل الصحراوي مرتبطة كل الارتباط بقضايا الطاقة وخاصة المتجددة منها، فبالنسبة للدول الغربية فإن هذه المنطقة بمثابة أفغانستان ثانية من حيث الإمكانات الطاقوية التي تتوفر عليها، مشيرا إلى أنه إذا باشرت الجزائر مشاريع حقيقية في هذا المجال ستجد دعما أوروبيا في إطار الاستفادة المتبادلة. إلى ذلك أشار مدير مركز الدراسات والبحث والاستشراف بوجمعة هيشور إلى أن المنتدى المقبل المتعلق بالطاقة سيكون بين 20 و 24 فيفري، وقبل الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات المصادف ل 24 فيفري.