أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أنه لا مكان لمعالجة انشغال من خرجوا عن النهج إلا هياكل الحزب، مستهجنا في الإطار ذاته التصريحات التي ساقوها في حق الحزب، حيث شبه تصرفاتهم بمن ''يبزق على اليد التي أكل منها''، وشدد على أنه لن يتسامح مع من يريد تجزيء وتشطير الأفلان، لأن ذلك إضعاف للجزائر ككل. الحزب اختار تجذير الديمقراطية على تغليب المظاهر وهوّن بلخادم خلال إشرافه على لقاء جمع محافظي الحزب بأعضاء المكتب السياسي بفندق الرياضبالجزائر العاصمة، من خروج بعض مناضلي الحزب عن توجيهات القيادة، وقال إن ذلك ما هو إلا ''عاصفة'' لا تقارن بالهزات التي تعرض لها الأفلان على مدى تاريخ تجربته السياسية التي مكنته من أن يدرك أنه كلما تعلق الأمر ''باختيار رجال ونساء وبالمفاضلة'' بينهم، ستكون هناك حالة من عدم الرضا في قواعد الحزب، على حد ما جاء على لسان الأمين العام للأفلان الذي قال إن الحزب وضع أمام خيارين هما، إما مواصلة العمل الديمقراطي داخل هياكله من خلال العودة إلى القواعد، وإما ''الحفاظ على المظهر وتغييب الجوهر''. وأضاف بلخادم موضحا أن تشكيلته السياسية اختارت تكريس الممارسة الديمقراطية داخل هياكلها، بالرغم من الصعوبات التي ستواجهها ومن بينها كثرة المتنافسين على تقلد المناصب داخل الحزب، وهي الصعوبات التي ترجع -حسبه- إلى اتساع قواعد الأفلان. واعتبر بلخادم أن المناوشات التي يعرفها حزبه منذ بدء عملية تجديد القسمات ظاهرة صحية كون مناضليه ''يتزاحمون من أجل البقاء في الحزب''، مشيرا أن ذلك ناتج عن طموح مشروع يجب أن يبقى في حدود المعقول. تجديد 1514 قسمة في انتظار استيفاء 80 الباقية وفي رده عن من أرجعوا تأخر تجديد القسمات إلى تأثير ما يسمى ب ''الحركة التقويمية''، بيّن أن ذلك لا علاقة للأمر به، وإنما الأمر يرجع إلى مسألة تحديد الوعاء الانتخابي للمناضلين، وعملية تقييد البطاقات، إضافة إلى تنقل بعض المشرفين على عملية التجديد إلى البقاع المقدسة، وكذا انشغال الأفلان بعقد الملتقى الدولي للأسرى السبت القادم وما تطلبه من تحضيرات، وكذا تنظيم ملتقى آخر حول التقرير الأممي لتقرير المصير، مشيرا إلى أنه إلى غاية أمس قد تم تجديد 1514 قسمة، في حين كان العدد 1502 الأسبوع الماضي، ما يعني أن نسبة تجديد القسمات وصلت إلى نسبة 95 في المائة، ولم تبق سوى 80 قسمة تابعة لثلاث ولايات لم يحددها. الأفلان لا يقبل من يلعب على الحبلين وبيّن أن كل هذه الأسباب لم تسمح بإكمال العملية في 31 أكتوبر، كما كان مقررا من قبل، إضافة إلى دراسة الطعون التي لازالت تتوالى على المكتب السياسي للحزب، نتيجة بعض الخلافات حول ضبط الوعاء الانتخابي للقسمات، مشيرا في هذا الإطار إلى طعن يتحدث عن ثلاث حالات متعلقة بأشخاص انتخبوا وهم لا يزالون أعضاء في أحزاب أخرى، وقال عن هذه النقطة إن ''الأفلان لا يقبل من يلعب على الحبلين''، مضيفا ''إليك أشير يا جارتي'' في تعليق منه على الأحزاب التي تسمح بوجود هذه الظاهرة في صفوفها. وخاطب بلخادم أكثر من مرة من خرجوا عن طوع قوانين الحزب وقيادته، حيث قال ''حزبنا ليس حزب طوائف، وليس ملكا لفلان وفلان''، مشيرا أن هذه التصرفات تزرع عيوبا لدى الشباب الذي يقبل بكثرة على جبهة التحرير، لذلك ''لا نريد أن يكبر الشباب على العوج''، مضيفا ''هناك من كبر فينا على العوج''. الممارسة الديمقراطية تبقي الحزب 50 عاما في الحكم وأكد أمين عام الأفلان أن حزبه سيبقى في الحكم لخمسين عاما في الجزائر إذا حرص على تكريس الممارسة الديمقراطية في صفوفه، إلا أنه إذا ساد ''كلام أنا الكل في الكل'' فلن يتحقق ذلك، مبينا أن ''عمل المناضل في ذاته وليس في منصبه''، مشيرا إلى أن المناضل الحقيقي حتى وإن كان خارج هذه المناصب ''لا يبزق على اليد التي أكل منها''. إضعاف الأفلان إضعاف للجزائر وأوضح بلخادم أنه قد يقبل ببعض القلاقل ويعتبرها أمرا عاديا بل ''طبيعيا'' في حزب بحجم جبهة التحرير، إلا أنه ''عندما يتحول القيل والقال إلى عمل تجزيئي وتشطيري لا نقبل على الإطلاق''، على حد ما أضاف المتحدث ذاته الذي أردف قائلا إن ذلك '' إضعاف للحزب وللجزائر ولن نتسامح في هذه القضية''. وبيّن أن الجميع يتذكر أنه عندما تم إضعاف الأفلان عام 1988 ماذا حدث بعدها، حيث انعكس هذا الضعف على الجزائر ككل، مضيفا أن ذلك ''ليس لوما لإخواني'' في إشارة إلى المنشقين والمشوشين الذين خاطبهم قائلا ''إذا كان هناك انحراف أو اختلاس أو رشوة .... فاتصلوا باللجنة المركزية''، خاصة وأن ''الشائعات ما أكثرها، وهي لا تنفع أصحابها ولا تخدم الرجال''. الأفلان يسلم الرئاسة الدورية للتحالف الشهر الداخل أعلن أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن تشكيلته السياسية ستتسلم الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي خلال شهر ديسمبر الداخل. وأوضح بلخادم أن شريكيه في التحالف قد طلبا منه تسلم هذه الرئاسة منذ أشهر، إلا أن الأفلان فضل تأجيلها بسبب انشغاله بعملية تجديد الهياكل بعد عقد مؤتمره التاسع، وكذا بعد عرض الوزير الأول لبيان السياسة العام للحكومة أمام البرلمان، مشيرا أنه من المنتظر أن تتم عملية التسليم ''في اليوم ما قبل الأخير من العشرية الثانية من شهر ديسمبر الداخل''. وفي سياق آخر، كشف بلخادم أن الدورة العادية للجنة المركزية للأفلان ستكون في نهاية شهر ديسمبر الداخل، في حين سيشرع الحزب في عملية تجديد مكاتب المحافظات وانتخاب أمنائها في شهر جانفي وفيفري من العام القادم .