طالبت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بالعودة إلى معاهدة منع الانتشار النووي، قبل أي زيارة يقوم بها مفتشو الأممالمتحدة إلى منشآتها النووية. وجاء ذلك بعد يوم من إبلاغ بيونج يانج مسؤولا أمريكيا كان يزور البلاد بأنها ستسمح للمفتشين الدوليين بالعودة إلى مجمعها النووي في يونبيون. وقال مسؤول كوري جنوبي، إن تلك الدعوة خدعة قديمة من جانب الشمال. كما نقلت الوكالة عن المسئول قوله ''ربما تحاول كوريا الشمالية ببساطة الحصول على مبرر لبرنامجها النووي للتخصيب''. وأضاف المسؤول ''إذا كانت كوريا الشمالية جادة بشأن التفتيش الدولي، فيتعين عليها أولا العودة إلى معاهدة منع الانتشار النووي، ولكي تعود إلى المعاهدة، يجب تجميد جميع البرامج النووية لديها، وسحبها''. وكانت بيونغ يانغ انسحبت في عام 2003 من المعاهدة التي تمنع أعضاءها غير النوويين من الحصول على أسلحة نووية، أو إنتاجها. وأجرت البلاد اختبارات نووية ناجحة في عامي 2006 و.2009 في هذة الأثناء، ذكر بيل ريتشاردسون السفير الأمريكي السابق لدى الاممالمتحدة وحاكم ولاية نيو مكسيكو اليوم أن كوريا الشمالية تظهر ''بعض البراجماتية'' بعدم الرد على المناورات التي جرت الاثنين. وقال ريتشاردسون إن عدم قيام كوريا الشمالية برد انتقامي رغم إجراء المناورات الكورية الجنوبية بالذخيرة الحية قبالة جزيرة يونبيونج، يعد تقدما ملموسا للغاية كتعبير عن رغبتها في الحوار في المستقبل. وقال إن كوريا الشمالية وافقت على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة منشآتها النووية في يونبيون، شمال بيونج يانج، وتعهدت ببيع 12 ألف قضيب وقود غير مستنفذ للخارج ووافقت على إنشاء لجنة عسكرية مكونة من ممثلين من الكوريتين والولايات المتحدة، بالاضافة الى خط عسكري مباشر بين الكوريتين لمنع الاشتباكات في المناطق المتنازع عليها في البحر الغربي. وقال ريتشاردسون ''إنني أعتقد أنه من المهم أن تجرى الجهود الدبلوماسية الجديدة بين الدول المعنية''، مضيفا ''ربما حان الوقت الآن لوصول الدول الست إلى كوريا الشمالية.. ونقول حسنا دعونا نبدأ العمل''. ولايعتزم ريتشاردسون لقاء المسؤولين الدبلوماسيين الصينيين في بكين ومن المقرر أن يعود قريبا إلى بلاده لإحاطة وزارة الخارجية الأمريكية علما بنتيجة المباحثات مع كوريا الشمالية. وتزايدت الضغوط على بيونج يانج للعودة إلى المحادثات السداسية لانهاء برنامجها النووي. وانسحب زعماء كوريا الشمالية من المحادثات التي تضم أيضا اليابان وروسيا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في إفريل عام 2009 بسبب عقوبات جديدة فرضها مجلس الامن الدولي ضدها. وكانت كوريا الشمالية ردت الشهر الماضي على مناورة مدفعية بالقرب من إحدى الجزر في المياه المتنازع عليها بقصف الجزيرة، ما أسفر عن مقتل جنديين ومدنيين اثنين من كوريا الجنوبية. وأجرت كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية قبالة سواحل الجزيرة رغم تهديدات الشمال بالرد، لكن المناورات اختتمت دون أن تشهد ردا من بيونج يانج.