وقعت نحو 20 شركة أوروبية وعربية على بروتوكول اتفاقية لتأسيس ائتلاف أو شركة ''ميد جريد'' لتنفيذ مشروع ''ديزرتيك'' شبكة نقل كهربائي بالطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط بتكلفة استثمارية قدرها 560 مليار دولار أي ما يوازي 400 مليار أورو واستعمال تكنولوجيا جد متطورة تتمثل في استخدام محركات ذات جودة عالية. وستقوم شركة ''ميد جريد'' خلال ثلاث سنوات بوضع دراسات قانونية وفنية واقتصادية تفصيلية حول مشروع النقل الكهربائي بين الضفتين الشمالية والجنوبية لحوض المتوسط ووضع التصاميم والخطط والتحضير للقوانين اللازمة لكل بلد من البلدان التي تدخل في مشروع الربط الكهربائي وبناء على الدراسات سيتم تقدير كلفة المشروع النهائية. ويأتي هذا التقدم في تنفيذ مشروع ''ديزرتيك'' في أعقاب الليونة الجزائر التي أبدتها خلال شهر ديسمبر الجاري للانخراط في مخطط تزويد أوروبا بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية والرياح بعدما تم الاتفاق على أرضية قائمة على شراكة حقيقية مبنية على مبدأ الاندماج الصناعي وليس فقط نقل الطاقة سواء كانت القديمة والمتجددة. وأكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي حول مشاركة الجزائر في مشروع ''ديزرتيك'' قائلا ''نعمل سويا في مجال الطاقات المتجددة سواء مع الألمان أو مع شركاء آخرين فور تحديد برنامج بشكل دقيق''. وتقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع 20 جيغاوات بحلول عام 2020 حيث سيتم تصدير حوالي 3 جيغاوات من إجمالي الطاقة الكهربائية منتجة من الطاقة الشمسية إلى أوروبا، فيما تستفيد الدول الأخرى بالكميات المتبقية انطلاقا من شبكة الربط الكهربائية المتوسطية للطاقة المتجددة تبدأ من المغرب ثم الجزائر نحو الأردن وسوريا وتركيا ومن ثمة إلى دول أوروبية. وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في الطاقات المتجددة عيسى شوادري، أمس، قائلا بأنه لازالت عدة بحوث تكنولوجية لتطوير الطاقة المتجددة والحصول عليها من عدة مصادر وستكون بالشراكة مع عدة دول متطورة في المجال، وأوضح بأن العائلات تكون لها الأولوية من حيث الإنارة ثم القطاعات الأكثر استفادة هي القطاع الفلاحي وكذلك الصناعات التحويلية. وتتوقع الأبحاث القائمة في مجال الطاقة المتجددة بلوغ الإنتاج الوطني من الطاقات البديلة 6 بالمائة بحلول عام 2017 لتصبح الجزائر أول بلد أفريقي يحصل على الكهرباء من مصدر نظيف.