من الأساليب العنصرية الذي لا زال يتعرض لها إنسان الضفة الجنوبية ''كحل الراس'' ما يشيب لها الولدان، لاسيما وأنها تجسد شعار ''كحل الراس إلى كحل الراس'' تلك العبارة الجميلة والبليغة المدونة في جوزات سفر ''كحلان الراس'' بعد دراسة ملفات طلب التأشيرة من دول بشر الضفة الشمالية ''تأشيرة مرفوضة''. ولن نعدم حيلة ولا وسيلة في إعرابها بعيدا عن قواميس العين ومختار الصحاح ومدارس البصرة والكوفة، لأن المؤدى واحد، متمثل في قذيفة حارقة ظاهرة في أوله وآخره تنبه الآخرين ذوي الضمائر الميتة للحذو حذوهم، في مسلك إطلاق القذائف الحارقة على هذا الإنسان ''المحروق''، لأن متعة إنسان الضفة الشمالية في الاستخفاف واستحقار إنسان الضفة الشمالية وفق النظرة الداروينية ''البقاء للأصلح''، وكلنا يعرف الأصلح والمصلح و''المصلوح'' الذي يجب أن لا يعكر صفو بيئة هذا الإنسان العنصري والمتغطرس، والذي لا يصلح إلا للحلب والاستغلال والضرب على القفا. والعيب مهما نتن ليس فيه، بقدر ما نتحمل مسؤولية الهوان والاستخفاف بالذات، وعدم التجرؤ على استعمال الأوراق التي نملكها على قلتها في إيقاف مثل هذه المهازل التي لا تنتهي مسلسلاتها، حالها كحال المسلسلات المكسيكية، ومسلسلات أسلحة الدمار الشامل والبرامج النووية غير السلمية. ولا يكفي في ذلك مثالا على هذه العنصرية المقيتة مواقفهم من احتضان دولة عربية لمونديال كرة القدم، وكيف أشهرت أوراق معرقلة من قبيل ضرورة حماية حق رجل الضفة الشمالية في التقبيل المباشر وغير المباشر، وحق شرب الخمور، وحق استيراد المشجعات البرازيليات، وحق الشواذ في الشذوذ، وغيرها من فصول الشذوذ، ولن نكسبهم إلا بتصدير شذوذنا كما يصدرون شذوذهم، ومن ثمة تظهر علامات الإعراب الفارقة.