ترتكز مهارات المرأة الجزائرية في بيتها على إظهار ما يمكنها فعله من حيل اقتصادية تجنبها التبذير والإسراف و تسمح لها بالتوفير قصد المستطاع، وهو ما دأبت عليه جداتنا منذ الأزل لأن في ذلك رمزا لسيدة البيت الناجحة والصالحة او كما تعرف في مجتمعنا ب ''الفحلة''، حيث لا تترك شيئا يمكن استغلاله لصالحها إلا و تحوله، وهو ما يعتبر مساهمة منها في التخفيف من مصاريف البيت وإعانة للزوج على التصدي للحياة. هذا بالإضافة إلى لجوئها لحيل تساعدها على معالجة المشاكل التي تعترضها في حياتها اليومية. تسعى المرأة سواء أكانت عاملة أو ماكثة في البيت للقيام بواجباتها المنزلية بكل حماس وجد، حيث تكسبها ثقتها بنفسها ورغبتها في الحفاظ على استقرار بيتها نشاطا زائدا يصنع لها قوة وحيوية للانطلاق في سلسلة من الأعمال تبدأ من الساعات الأولى من النهار، لتنتهي حتى آخر خيط من الضوء دون أن تشعر بملل أو تعب. ولأن المرأة الجزائرية معروفة منذ زمن بعيد بأصالتها وإدراكها لما هو مفروض أن تقوم به وواعية بحجم مسؤولياتها ومتفهمة لأوضاع شريك حياتها في حال كانت متزوجة وربة بيت، فإنها تسعى دائما لأن تكون في مقام تلك السيدة التي تستطيع بكل ذكاء الحصول على لقب الزوجة التي تحسن الحفاظ على عشها وتبذل ما بوسعها لأن تكون في المستوى وتستحوذ على إعجابه واحترامه. فكما كانت ترويه لنا جداتنا، فالمرأة التي كانت تلاحظ بأن أجرة زوجها قليلة ولا تكفي لسد متطلبات الحياة الكثيرة وهذا بالنظر للأسعار المرتفعة التي تميز كل السلع، فإنها كانت تبحث عن كل السبل الممكنة التي تكون لها عونا من أجل التقشف في المصاريف وابتكار الحيل التي توصلها إلى صنع جدار منيع ضد التبذير والإسراف، ويصل الأمر إلى حد أن تصبح فنانة في ذلك. كما تعتبر الحيل الاقتصادية التي تلجأ إليها النساء وسيلة لمعالجة الكثير من المشاكل التي تواجههن في حياتهن اليومية سواء أثناء قيامهن بالغسيل أو الطبخ. ولأن المواد الكيماوية قد تعجز أحيانا عن معالجتها، فسرعان ما يتوجه تفكير المرأة مباشرة نحو تلك الحيل التي تعتبرها منقذا لها في مثل تلك الظروف، وهي طرق تسهل عليها ربح الوقت والتخلص من ذلك العائق من جهة وتوفير حق استعمالها لمنتوج قد لا يحقق النتائج التي ترغب في الحصول عليها. استعمال الحليب لإزالة بقع الحبر كثيرا ما تتعرض ملابس أحدنا أو أحد أثاث البيت إلى التلطخ بالحبر وتنتابنا بعد ذلك الحيرة خاصة أننا ندرك بأن هذه المادة صعبة الزوال ولا يمكن بأية طريقة ولو باستعمال آخر الماركات المعروفة في السوق القضاء عليها. وسرعان ما نشعر باليأس ولاسيما عندما يكون ذلك اللباس جديدا ولم نرتده كثيرا، بل حتى وإن لم يكن الأمر كذلك فعندما يكون ذلك الزي عزيزا علينا ونشعر بالارتياح به فإننا نتأسف لفساده. لكن يحدث هذا إذا لم تتدخل أمهاتنا وتجد الحل المناسب، وفي الوقت المحدد وبخطوة ذكية منها تستعمل ذلك الحل السحري الذي يبعد عنا الهم والحزن، وهذا عن طريق وضع قليل من الحليب البارد على بقع الحبر لتختفي مباشرة بعد غسلها. صابون غسيل الملابس للقضاء على مشاكل الزيت يعتبر المطبخ الحلبة التي تقضي فيها المرأة الجزائرية معظم أوقاتها، حيث تتفنن في إعداد ما لذ وطاب من أصناف المأكولات التي تشتهيها المعدة خاصة أنها معروفة في العالم ببراعة أناملها الذهبية في تحضير الموائد. غير أنه خلال رحلة بحثها عن أحدث الوصفات، فإن الزيت يطاردها في كل مكان ولاتسلم ملابسها من تناثر بقعه عليها في كل وقت، فاحتكاكها مع هذه المادة سمح لها بمعرفة طرق التخلص منها وهي المضادات التي يمكنها التصدي لها، فإذا ما صادف أن تعرضنا لمضايقات من الزيوت فإن الحل يكمن في وضع طبقة سميكة من صابون الغسيل او كما يعرف بالعامية ب ''الحجرة '' فوقه وتركها لمدة من الزمن تجف وبعد ذلك يتم غسل ذلك الثوب أو الرداء فيصبح جديدا.