إحياء للذكرى ال 46 لانطلاقة الثورة الفلسطينية التي تصادف الفاتح من جانفي، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح''، أول أمس، بالجزائر العاصمة، تظاهرة فكرية وفنية للوقوف عند أهم المحطات النضالية التي وصل إليها الشعب الفلسطيني الذي يكابد ويلات العدو الصهيوني. أعرب سفير فلسطينبالجزائر حسين عبد الخالق، بالمناسبة، عن سعادته بتنظيم الاحتفال بهذه الذكرى على أرض الجزائر التي ناضل شعبها دون كلل حتى تمكن من دحر الاستعمار ونيل الاستقلال والحرية، موضحا في معرض حديثه أن الثورة الجزائرية عبرة لكل الفلسطينيين الذين هم على الدرب سائرين حتى تحقيق النصر''، مضيفا أن حركة فتح ''فجرت الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال ولتحرير الأرض والإنسان وقد استطاعت أن تحقق الكثير من الانجازات من اهمها تحويل حالة الشتات إلى حالة وطنية تمكنت من أن تبلور الهوية الوطنية الفلسطينية وان تجد لها مكانة على خارطة السياسة الدولية''. وبخصوص الظروف والمعطيات الإقليمية والدولية التي قادت الأطراف الفلسطينية إلى مفاوضات سياسية قال عبد الخالق إن ذلك لم يمنع المفاوضين الفلسطينيين من المطالبة بحقوقهم المشروعة في المقاومة، مشيرا إلى إن هذه المفاوضات أدت إلى اتفاقيات مؤقتة كان يفترض ان تنتهي العام 2000 بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 استنادا إلى إعلان الاستقلال العام 1988 في الجزائر واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية. ولم تتجسد هذه التحقيقات، كما أكد السفير الفلسطيني، بسبب اعتماد الاحتلال الإسرائيلي سياسة المراوغة والمماطلة واستمراره في سياسة القتل والاستيطان وسلب الأرض وهدر كرامة الإنسان الفلسطيني. وعلى صعيد مماثل أكد أمين سر حركة فتح، فايز العبيدي، على استمرار الحركة في مساعيها وأهدافها التي تكمن في المقاومة والنضال والوحدة الوطنية لكفة قوى الثورة والتمسك بكافة الحقوق والثبات على المبادئ بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وفي كلمته بهذه المناسبة، قال السيد سعيد عبادو، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، إن الشعب الفلسطيني بصموده وإرادته الفولاذية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عرف كيف يحرك ضمير كافة الدول المحبة للسلام، مذكرا في السياق نفسه بمسيرة الرئيس الراحل ياسر عرفات القائد العام لحركة فتح التي أسسها مع رفقائه عام 1959 والذي اعتبره السياسي الرمز لحركة النضال من اجل الاستقلال. واختتم اللقاء بتقديم فرقة ''العودة'' لوحات فنية من رقصات فلكلورية وأناشيد وطنية وقصائد شعرية جسدت سنوات الكفاح المستمر ما بين الانتصارات والانتكاسات.