الأحداث المتسارعة التي ولدت من رحم الأحداث الأخيرة تركت كثيرا من المحللين يضربون أخماسا في أسداس، ويفاجؤون للهبة التي انتفض من خلالها التونسيون، ليتركوا فرعونا صغيرا من فراعنة العصر ينجو برأسه، هو نموذج حكام استنكفوا أن يتسمعوا أنين المدقعين من ساكنة الجنوب، الذين التحفوا السماء واستوطؤوا الأرض مفترشين تربها مالئين البطون هواء فعل بعض مخلوقات الله التي يشتد بها مضض الجوع والخواء. ولئن ذكر البعض أن من أسباب سقوط الرئيس التونسي هو المرأة في حالتين: حالة سوء التسيير التي دامت 23 سنة وفي الخاتمة المنكرة التي تنتظر كل من سلك سبيل الماكث بأرض كان المفترض أن لا تؤوي من الحكام إلا من كان شبيها بخلفائها الذي قال أحدهم لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن أسأل عنها، لكن سيرورة الأمر هكذا توحي وكأن أرض الحرمين مأوى اللصوص. أما الحالة الأولى فهي تدخل سافر لحرم ''الزين'' المصون في ساس يسوس، وأنها عاثت فسادا في المال العام، وكان كلب مدلل لديها أحظى من عائلة تأوي أنفسا ستة، من غلابى سيدي بوزيد وأمثالها من مدن تونس العميقة الغريقة، وأما الحالة الأخيرة فهي اللطمة البوليسية للشاب الذي كان لعنة على الرئيس وحاشيته. واستدلال البعض بمقولة المجذوب في التحذير من اتباع أهواء حواء لا يكون ردا عليه إلا مقولة ''الناس على دين ملوكهم''، والفارق بين الحالين أن نساء حكمن فعدلن وأخريات من وراء ستار تدخلن فعزلن.