بحضور وزير السكن السيد نور الدين موسى وأعضاء من الطبقة السياسية في الجزائر، أحيت السفارة الإيرانية العيد الوطني الثاني والثلاثون لانتصار الثورة الإسلامية، ولعل أبرز ما ميز هذا الاحتفال انه ثاني خرجة مهمة للسفير الإيراني الجديد المعتمد في الجزائر السيد محمودي، بعد زيارة وزير الشؤون الخارجية الإيراني، السيد علي أكبر صالحي قبل أيام إلى الجزائر للوزارة، التي اندرجت في إطار ''الحركية الجديدة'' التي باتت تميز العلاقات الثنائية بين الجزائروإيران خلال السنوات الأخيرة. وكانت ''الحوار'' قد حضرت ليل أول أمس الخميس لحفل الاستقبال الذي نظمه سعادة السفير الإيرانيبالجزائر السيد محمودي، والذي حضرته وجوه حزبية ممثلة في السيد ابوجرة سلطاني، والسيد موسى تواتي، وأعضاء من قياديين من حزب جبهة التحرير الوطني، ومن حركة الإصلاح الوطني، بالإضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الجزائر. ومن جانبه نوه السفير محمود احمدي بجودة العلاقات الجزائريةالإيرانية، خصوصا في العقد الأخير، وبما وصلت إليه التبادلات التجارية والمشاورات بين البلدين. وذكر الرجل بأهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الجزائر مؤخرا، حيث كانت زيارة الجزائر تعد أول بلد يزوره السيد صالحي عقب حصوله على ثقة مجلس الشورى الإيراني، نهاية الشهر الماضي، وترسيمه في منصب وزير الشؤون الخارجية. بالإضافة إلى هذا فقد شهدت العلاقات الجزائرية-الإيرانية طفرة في الآونة الأخيرة، لاسيما مع انعقاد أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة العليا الجزائرية-الإيرانية بطهران، والتي توجت بتوقيع الطرفين على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم تخص عديد من مجالات التعاون. وقد خصت هذا الاتفاقيات مجالات القضاء والفلاحة والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي و السكن والاستثمار والشباب والرياضة. ففي قطاع العدالة وقع الجانبان على اتفاقية تخص التعاون القضائي في المجال المدني والتجاري. وبغية إعطاء دفع لترقية التعاون في مجال الاستثمار وقع البلدان على ثلاثة مذكرات تفاهم خصت الأولى إنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال ومذكرة تفاهم بين الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بالجزائر وهيئة الاستثمار والمساعدات الفنية والاقتصادية بإيران فيما تقضي المذكرة الثالثة بإنشاء الصندوق المشترك الجزائري-الإيراني. كما وقعت الجزائروإيران بمناسبة انعقاد هذه الدورة على مذكرة تفاهم بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية و وزارة الزراعة في إيران وكذا مذكرة تفاهم أخرى بين وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالجزائر و وزارة الصحة والعلاج في إيران. وفي مجال التعليم العالي وقع البلدان على مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزارة البحوث والعلوم والتكنولوجيا في ايران تخص الفترة 2011-.2013 كما توجت الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية بتوقيع الطرفين على مذكرة تفاهم بين وزارة السكن والعمران بالجزائر و وزارة الاسكان وإنشاء المدن بإيران. وفي مجال الملاحة وقع الجانبان على مذكرة تفاهم تقضي بإقامة توأمة بين ميناء بجايةبالجزائر وميناء الخميني في إيران. وعلاوة على هذه المذكرات تم التوقيع على برنامج تنفيذي بين وزارة الشباب والرياضة بالجزائر و منظمة التربية البدنية الإيرانية يخص الفترة 2011 -.2012 وفي ختام الجلسة وقع الوزير الأول احمد أويحيى ونظيره النائب الاول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي على على أول مذكرة تفاهم للجنة العليا المشتركة للتعاون للبلدين. وتعتبر هذه الاتفاقيات -- حسب الوفد الجزائري -- ورقة طريق للتعاون بين البلدين إلى غاية انعقاد الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة المنتظرة بالجزائر بعد سنتين. من جهة أخرى ينتظر أن تجتمع لجنة المتابعة خلال الأشهر المقبلة بالجزائر من اجل متابعة مدى تفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الدورة الأولى للجنة العليا