دق أمس الأول أطباء ومختصون في أمراض السرطان ناقوس الخطر الذي يهدد حاليا وبنسب عالية فئات الفلاحين وحلاقات النساء على الخصوص، مشيرين إلى ضرورة العمل بجد على تشخيص الحالات التي يتعرض إليها هؤلاء وفئات أخرى أصبحت مهددة بداء سرطان الغدد اللمفاوية الذي احتفلت الجزائر أمس بيومه العالمي التحسيسي. وشخص الدكتور س. ديلام الطبيب المختص في أمراض السرطان ورئيس المجلس العلمي للجمعية مكافحة أمراض السرطان. في حديث ل''الحوار'' على هامش نهاية اليوم التحسيسي الذي احتضنه الفندق الكبير ''الماركير'' أمس الأول الاثنين، شخص لنا الملاحظات المستنتجة حسبه من نسب الإصابة بالمرض لدى فئات الفلاحين وحلاقات النساء على وجه الخصوص، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه حتى على مستوى الدول الأخرى في العالم فان النسب موجودة لدى هذه الفئات، نظرا لاستعمال الفلاحين للكثير من المواد الكيماوية لعلاج الأشجار والنباتات أو لمنحها الفعالية أكثر، وهو نفس الشيء الذي أكده محدثنا عند الحديث عن علاقة حلاقات النساء بالمراهم المستعملة للطلاء وصباغة الشعر عند الإناث. وأشار الدكتور ديلام، إلى أن مرحلة تشخيص المرض (والذي كان سببا في وفاة الملك الأردني الراحل الحسين)، تعد من أبرز الخطوات الواجب اتخاذها لصد سريان المرض، موضحا أن تنامي المرض يبدأ من ظهور الالتهابات التي تأخذ شكل ما يعرف بالعامية ''بالولسيس'' والتي في غالب الأحيان ما تصيب الحنجرة والأذن، مشيرا إلى أن اغلبها يمكن الشفاء منها بأدوية بسيطة، لكنه في المقابل شدد على ضرورة الإسراع باتخاذ الإجراءات السريعة في حالات التي يتعاظم فيها ظهور هذه الالتهابات، حيث يتطلب القيام بالفحوصات عن طريق الأشعة سواء الخارجية او الباطنية على مستوى الصدر أو البطن والقيام بالتحاليل الخاصة باكتشاف مرض سرطان الغدد اللمفاوية . وفي هذا الصدد أعرب المتحدث، أن الجزائر تمتلك الكثير من الوسائل في هذا الإطار لجعل من الرقابة فعالة، مشيرا للمثل الشائع بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج. إلى ذلك، انصبت العديد من المداخلات في هذا السياق لشرح أكبر لتطور المرض الفتاك، والذي يدخل ضمن أمراض سرطان الدم، حيث تناولت الكلمة رئيسة الجمعية السيدة س. قاسمي لتبيان الصعوبات التي واجهت الجمعية لإطلاق التظاهرة في يومها، مشيرة إلى تزامنها مع شهر رمضان الكريم وصعوبة الاتصال مع الآخرين . من جهتها أكدت أبو جرة الأستاذة الدكتورة والمختصة في أمراض السرطان بالمستشفى الجامعي مصطفى-مركز بيار وماري كوري- والمنسقة العامة للمجلس الدراسي الجزائري لأمراض سرطان الغدد اللمفاوية، عن أهمية إنشاء هذا المجلس للتحكم والقيام بدراسات حول هذا المرض الصامت، والذي يمكن الشفاء منه بصفة تامة، مبرزة في هذا الإطار النجاح الكامل للاستعادة الصحية عند الأطفال نظرا للدور العلاج المبكر.زيادة على هذا فقد تدخل محاضرون آخرون مثل الأستاذ تيجاني والدكتور سعيدي والدكتور بوترفاس والدكاترة عزوزي ويحياوي، ليختتم اللقاء برفع تقرير إلى الجهات العليا القائمة على مجال الصحة في الجزائر للتحسيس أكثر بضرورة التكاتف من أجل الحد من المرض.