كشف أطباء ومختصون في أمراض سرطان الثدي، أمس، تسجيل ما يقارب 7 آلاف حالة إصابة بسرطان الثدي سنويا في الجزائر، ملحين في هذا الصدد الى ضرورة رسم سياسة وطنية شاملة وواضحة للكشف عن عدد الحالات المصابة بسرطان الثدي والحد من انتشاره، من خلال التأكيد على أهمية التشخيص المبكر وتعميمه على المستوى الوطني، ليؤكدوا أن هناك 99 بالمائة من عدد الحالات المصابة بسرطان الثدي اكتشفت بعد انتشار الورم وهذا ما يستدعي دق ناقوس الخطر والعمل على إيجاد الحلول الكفيلة لمكافحة هذا المرض الفتاك. افتتحت أمس، أشغال اليوم البرلماني حول » نحو مخطط وطني لمكافحة السرطان « وذلك بمناسبة الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، نظمتها لجنة الصحة والشؤون الإجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، وذلك بالتنسيق مع جمعية » أمل « لمساعدة مرضى السرطان، حيث تطرق مختصون خلال اللقاء الى أهمية المخطط الوطني لمكافحة السرطان وظاهرة انتشاره في الجزائر باعتبار أنه يعد من بين أهم المشاكل الصحية العمومية التي تواجهها الحكومات والمنظمات الصحية بحيث توضع لها مخططات واستراتيجيات تنفق عليها أموال طائلة. وفي هذا الصدد، اقترح المختص في أمراض سرطان الثدي كمال بوزيد ضرورة وضع إستراتيجية وطنية شاملة وناجعة للكشف عن عدد الحالات المصابة بالسرطان في الجزائر والحد من انتشاره، كاشفا عن وجود 250 ألف مصاب بمرض السرطان في الجزائر حيث يتم تسجيل 35 ألف حالة جديدة في كل سنة، من بينها 7 آلاف مصابة بسرطان الثدي مع تسجيل 35 حالة وفاة في كل عام، وأمام هذه الأرقام المخيفة ألح المختص على ضرورة التشخيص المبكر وتعميمه على مستوى التراب الوطني باعتبار أن الكشف المبكر لسرطان الثدي وعلاجه يؤدي الى الشفاء التام بنسبة 98 بالمائة من الحالات. ومن جهتها، تطرقت موساوي آسيا المختصة في أمراض سرطان الثدي في مداخلتها حول موضوع » سرطان الثدي « إلى مجمل التفاصيل حول هذا المرض، مشيرة في هذا الإطار الى غياب سياسة واضحة وجلية على المستوى الوطني لمكافحة مرض سرطان الثدي، مما جعله يحتل المرتبة الأولى من مجمل أنواع مرض السرطان، حيث أضافت أنه يتم تسجيل 50 حالة جديدة لكل 100 ألف أي ما يعادل 7 آلاف حالة جديدة سنويا، باعتبار أن هناك 99 بالمائة من عدد الحالات المصابة بسرطان الثدي اكتشفت بعد انتشار الورم، لتوضح المختصة أن عدم الكشف المبكر يعد السبب الرئيسي في انتشار هذا المرض باعتبار أن 3/2 من عدد الحالات يتم تشخيصها في وقت متأخر بمعدل حجم الورم يصل الى 4.3 سم. كما أشارت موساوي في نفس السياق الى ضرورة تنظيم حملات تحسيسة لتوعية النساء بأهمية التشخيص المبكر خاصة في المناطق الريفية من خلال الفحص الذاتي للثدي شهريا للتأكد من عدم وجود أورام أو عقد صلبة، مضيفة أنه من خلال دراسة أجريت مؤخرا تم الكشف عن وجود 40 في المائة من نساء العاصمة يذهبن عند الطبيب من ظهور المرض في حين تم تسجيل 4 بالمائة من نساء الجنوب يقصدن الطبيب للفحص عن المرض قبل 6 أشهر من ظهور الورم، لتشير المختصة الى عدم وجود برنامج وطني للكشف عن حالات الإصابة للمرأة غير المصابة بالإضافة الى نقص الإمكانيات في أجهزة التصوير والأطباء المختصون في هذا المجال عددهم جد محدود وكذا سعر الفحص المرتفع.