قطعت وزارة التجارة أمس الشك باليقين غداة تأكيدها عدم استيراد الجزائر للحليب الصيني المغشوش بمادة الميلامين، نافية وجود مبررات للمخاوف التي سيطرت على الآباء الجزائريين الذين امتنعوا عن شراء الحليب الصيني وكذا كل منتجات البلدان المجاورة لها وخاصة حليب نستله الذي يسوق بكثرة في الجزائر. وحسب مصادر مسؤولة من الوزارة الوصية فإن الجزائر لم تستورد الحليب الصيني المغشوش، ولا داعي للقلق في هذا الشأن. وحسب ذات المصادر فإن الجزائر في منأى من مخاطر التعرض أو استهلاك الحليب من قبل أطفالنا خاصة وأن منتجات نستله المسوقة في الجزائر لم تتعرض للتلوث حسب ما أكدته الشركة في تصريحات عقب الإشاعات التي حامت حولها. وفي هذا الصدد انتقل الخوف من الحليب الصيني المغشوش إلى خارج الحدود الصينية، في الوقت الذي زاد فيه بشكل كبير عدد ضحاياه من الأطفال في الصين الذين أصبحوا يعدون بعشرات الآلاف. وفي هذا الصدد علقت عدة دول إفريقية وآسيوية بشكل خاص وارداتها من الحليب الصيني وطال التعليق مشتقات الحليب أو المواد التي تحتوي حليبا. وطلب منتجون استعادة منتجاتهم كما فعلت الشركة اليابانية ماروداي فود التي سحبت آلاف قطع الخبز الصغير المصنعة من حليب تزودت به من شركة ليلي إحدى الشركات الصينية التي أشير إليها بأصابع الاتهام في هذه الفضيحة. وقالت وزارة الصحة الصينية إن نحو 53 ألف طفل تلقوا علاجا في الصين بينهم 13 ألفا احتفظ بهم في المستشفيات وضمنهم 104 أطفال في حالة حرجة، وذلك بعد أن شربوا حليبا ملوثا بالميلامين. وأشير إلى أن ثمانية من كل عشر ضحايا في هذه الفضيحة التي انكشفت قبل عشرة أيام، تقل أعمارهم عن عامين. وأدى هذا الحليب الملوث إلى وفاة أربعة رضع. وكانت مادة الميلامين الكيميائية التي تدخل في صنع اللصاق ومادة الراتنج الصمغية، اكتشفت في العديد من المنتجات. وتنتقد الصين باستمرار بسبب مستوى جودة منتجاتها الغذائية والدوائية وكذلك لألعابها المضرة وغيرها من المنتجات. وفي بداية العام أشير إلى الصين بأصابع الاتهام بسبب مادة مقلدة عن الكبدين مانعة للتجلد والتي تلوثت بمادة سولفات الكوندوريتين وهي مادة غير طبيعية يحصل عليها عبر عملية كيميائية، حسب الوكالة الأميركية للغذاء والأدوية.