في الوقت الذي عبّرت فيه مصادر محلية من ولاية غرداية عن خشيتها من ارتفاع حصيلة القتلى جراء الفيضانات التي ضربت مناطق بني ميزاب والشعانبة، أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني الذي تنقل على الفور إلى هناك أن الحصيلة تفوق 30 قتيلا وأزيد من 50 جريحا، وعددا من المفقودين. وصرح زرهوني الذي كان مرفوقا بالعقيد مصطفى الهبيري المدير العام للحماية المدنية، بعد جولة قادته إلى هناك يوم الاربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك عبر طائرة عمودية عسكرية، بأن الدولة عاكفة على الحد من الخسائر سواء المادية أو البشرية التي تسببت فيها الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة، مشيرا إلى واجب التجند والتضامن من طرف المجموعة الوطنية، حيث عقد اجتماعا مطولا مع السلطات المحلية هناك. وكان وزير الداخلية قد أعلن عن إنشاء خلية أزمة تباشر مهامها من الوزارة، تعكف حاليا على التنسيق مع مختلف الأجهزة من حماية مدنية ومصالح تابعة للأمن والدرك الوطني، ولاسيما وحدات الجيش الوطني الشعبي التي بدأت بالتحرك والإمداد جوا وبرا منذ الساعات الأولى لبدء الفيضانات. وفي هذه الأثناء، أعلن والي ولاية غرداية أمس الأول ، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الولاية ، ''أن الكارثة بدأت مع تسجيل حصيلة أولية أسفرت عن 13 شخصا قضوا في الساعات الأولى بعد بدء الفيضانات التي اجتاحت الولاية الثلاثاء الماضي، وقرابة ال 15 جريحا لترتفع بعد ذلك إلى 30 قتيلا و50 جريحا، أوضح أن من بينهم 48 شخصا كانوا قد غادورا المستشفى'' . وأشار المتحدث في معرض قوله، ''إن هذه الموجة من التقلبات الجوية قد مست 8 بلديات من بين 13 بلدية التي تتشكل منها ولاية غرداية، ويتعلق الأمر ببلديات غرداية وبنورة والعطف وضاية بن ضحوة والقرارة وبريان ومتليلي وسبسب''. وكشف ذات المسؤول عن وصول مساعدات عاجلة تمثلت في أكثر من 400 طن من المواد الغذائية التي أرسلتها الولايات المجاورة، بالإضافة إلى المساعدات التي ساهمت بها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتي تتمثل في 200 ألف وحدة من الأغطية وأكثر من ألف خيمة وثلاث مخابز متنقلة و50 مولد كهرباء ومحطة لمعالجة وإنتاج المياه الصالحة للشرب. وتجدر الإشارة إلى أن عناصر من الجيش الوطني الشعبي قد انتشرت عبر النقاط الحساسة من مدينة غرداية وتعمل على تسهيل حركة المرور عبر محاور الطرق الحضرية، كما أنها تسهر على مكافحة كافة أشكال السرقة والاعتداء على الممتلكات. وقد شرعت مختلف مصالح القطاعات وحسب الأولوية في أشغال إصلاح الأعطاب والأضرار التي تعرضت لها مختلف شبكات الكهرباء والغاز والاتصالات والطرقات والمياه والتطهير، وذلك عبر الأحياء المتضررة من عاصمة الولاية كما أوضح الوالي في تدخله . ويشرف على عمليات الإنقاذ المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري.