غيّب الموت غداة عيد الفطر المبارك الكاتب والصحافي السعودي الزميل عبدالله الجفري عن 69 عاماً، إثر صراع مرير مع المرض. وكان الراحل دأب على الكتابة حتى الأيام الأخيرة قبل أن يتمكن منه المرض ويسقط القلم من بين أصابعه. فالكتابة لم تكن ''حرفته'' الوحيدة في الحياة فقط بل كانت أيضاً بمثابة الهواء الذي يتنفسه والسلاح الذي يشهره في وجه أعداء الحياة. جمع عبدالله الجفري بين الأدب والصحافة على خير وجه، فكان أديباً وصحافياً في آن واحد، روائياً ومعلّقاً يدبّج المقالات يومياً من غير مللٍ أو تعب، وكانت مقالاته محطّ اهتمام القراء على اختلاف مواقعهم وهوياتهم، ينتقد فيها ما يجب نقده من أمور سلبية تثقل كاهل المواطن والمجتمع، ويسخر فيها أحياناً ولكن بدماثة أو لطافة ما كانت لتفارق أدبه. كان يكتب بفضول الصحافي الباحث والمنقب عن الهموم والشجون، وبرشاقة الأديب الذي يلمّ بأسرار الصنعة الفنية، وبوجدان الشاعر الذي كان يكمن في أعماق نفسه. وبرحيل عبدالله الجفري تفقد الصحافة السعودية والعربية ركناً من أركانها وقلماً فريداً طالما تابعه القراء وأقبلوا على قراءته، بطرافته غير المعهودة وحنكته وأسلوبه الذي تميز به. كتب عبدالله الجفري في حقل الرواية والقصة والشعر والنقد والوجدانيات وكان أديباً في كل هذه الحقول، وبلغت كتبه نحو 29 كتاباً، وحصل على جوائز عدة خلال مساره الطويل. ومن كتبه التي راجت: ''أيام معها''، ''مئة خفقة قلب''، ''حوار في الحزن الدافئ''،''المثقف العربي والحلم''، «وطن فوق الإرهاب''. وبعد وفاة الشاعر نزار قباني وضع فيه كتاباً سمّاه ''نزار قباني: آخر سيوف الأمويين''.