يشتكي معظم سكان منطقة سحاورة الواقعة ببلدية بودواو بولاية بومرداس، من الوضعية الكارثية التي يعيشونها كل يوم، وذلك منذ سنوات طويلة بسبب العزلة والتهميش التي يعانون منها بحكم وقوعها في منطقة جبلية رعوية عاجزة عن توفير أدنى الخدمات الضرورية لأهاليها كالمستوصفات الطبية، المدارس التعليمية، الصيدليات، محال بيع المواد الغذائية، دون الحديث عن باقي المرافق الهامة كمراكز التكوين والتمهين ومحال بيع الملابس والأحذية، العطور، الأواني، مستلزمات البيت كالأجهزة الكهرومنزلية، حيث يضطرون إلى اقتنائها وجلبها من المحال الواقعة وسط المدينة والمحال المتواجدة بالبلديات المجاورة كبلديتي بومرداس والرغاية. وعلى الرغم من الإمكانيات الفلاحية والرعوية الهامة التي تزخر بها هده المنطقة، إلا أن معظم سكانها يعانون من التهميش والإقصاء، بسبب الغياب التام لأبسط الخدمات اللازمة مثلما سبق لنا الذكر ولوسائل النقل التي تشكل نقطة سوداء وعثرة تقف أمام سكان المنطقة، لاسيما شبابها وأطفالها الدين يزاولون دراستهم وتعليمهم في مناطق أخرى بعيدة عن هده المنطقة المعزولة عن السكان وعن أنظار السلطات البلدية لبودواو، أما عن كبارها وشيوخها فقد يضطرون إلى ملازمة بيوتهم وعدم مغادرتها، إلا عند الضرورة القصوة كأداء واجب الأفراح أو التعازي أو في حالة المرض الشديد، مثلما صرح به جل من التقيناهم. وفي هذا السياق أعرب معظم أهالي منطقة السحاورة ليومية الحوار، عن استيائهم الشديد من الوضعية الصعبة التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، في ظل افتقار هذه الأخيرة للمؤهلات الضرورية، لاسيما فيما يتعلق بتوفير المستوصفات الطبية ووسائل النقل الجماعية والفردية، الخاصة والعمومية، حيث أكدت إحدى العائلات القاطنة بذات المنطقة، أنها تضطر إلى عدم مغادرة بيتها حتى وإن قضت الحاجة إلى ذلك بسبب نقص المواصلات إن لم نقل انعدامها، وبالأخص في فصل الشتاء، حيث يكثر تساقط الأمطار وتتشكل الكثير من البرك المائية بطرقات المنطقة المهترئة، ويصبح واد هذه الأخير يشكل خطرا حقيقيا على سكانها القاطنين بالقرب منه والمارين بجانبه باتجاه الموقف العشوائي للحافلات. وفي هذا الصدد يناشد قاطنو منطقة سحاورة السلطات البلدية لبودواو، بغية التدخل العاجل والتكفل بالوضع الذي بات لا يطاق حسبهم ، في ظل وجود مؤهلات وإمكانيات فلاحية ورعوية من شأنها النهوض بواقع التنمية المحلية بذات المنطقة، التي لم تطأها أقدام مسؤولي السلطات البلدية لبودواو سوى في أيام الانتخابات، أين تكثر وعودهم بشأن تحسين الإطار المعيشي والاجتماعي لأهالي المنطقة، من خلال توفير المرافق والخدمات الضرورية.