أعربت العائلات القاطنة بمحاذاة المنطقة الصناعية بالرغاية الواقعة شرق ولاية الجزائر العاصمة، عن استيائها وتذمرها الشديدين للوضعية الكارثية التي تعيشها بهذه المنطقة الصناعية، نتيجة قيام أصحاب المؤسسات وكذا العاملين فيها برمي مخلفاتها الصناعية والكيماوية في الهواء الطلق وبالساحات العمومية وببعض الأودية، دون أدنى مبالاة ومراعاة للخطورة التي تشكلها على صحة سكان هذه المنطقة. وفي هذا الصدد أكدت بعض العائلات في لقائها بيومية ''الحوار''، أن الوضع بات لا يطاق جراء استنشاقهم اليومي للروائح الكريهة التي تقوم بإفرازها المؤسسات الصناعية التي تشتغل البعض منها ليلا نهارا، دون أن تولي أدنى اعتبار للسكان القاطنين بجوارها، والذين تضرروا كثيرا من هذه الإفرازات لاسيما بعد تلوث المحيط البيئي، بسبب قيام أصحاب وعمال المصانع بإلقاء مخلفات هذه الأخيرة مباشرة في الهواء الطلق والأودية بدل ردمها، مثلما ينص على ذلك القانون. في سياق ذي صلة كشفت هذه العائلات، عن مخاوفها الشديدة وقلقها الدائم من احتمال الإصابة بأمراض صحية تنفسية وصدرية خطيرة، بعدما أصيب الكثير ممن لا تقوى أجسامهم على تحمل الوضع كالشيوخ والأطفال، هؤلاء الذين أصيب الكثير منهم بأمراض الحساسية والربو، نتيجة لعبهم بالقرب من مخلفات وفضلات المصانع المعروضة في الهواء الطلق، في غياب حدائق التسلية ومرافق الترفيه بالمنطقة. ونظرا للانعكاسات السلبية المترتبة عن هذا الوضع وللكارثة الصحية والإيكولوجية الذي يشكلها هذا الأخير، تناشد هذه العائلات السلطات المعنية المتمثلة: في مديريات الصحة والبيئة وكذا مديرية التجارة وسلطات ولاية الجزائر العاصمة، التدخل السريع من أجل إيقاف بما أسموه بالتجاوزات القانونية التي يقوم بها أصحاب وعمال المؤسسات الصناعية في حقهم وفي البيئة، وذلك عن طريق إجبار هؤلاء على التقيد بالشروط القانونية المنصوص عليها في دفتر الشروط لمزاولة نشاطهم، ومنع إلقاء مخلفاتهم عرضة للهواء الطلق وفي أماكن التجمعات السكنية.