لازال موضوع الرقابة على الكتب سيما ما تعلق بالكتاب الديني يفرض نفسه في الصالون الكتاب الدولي بالجزائر حيث عمدت اللجنة المنظمة للتظاهرة، التي تنطلق فعالياتها في 27 اكتوبر الجاري إلى غاية 5 نوفمبر القادم بقصر المعارض الصنوبر البحري، إلى تخصيص لجنة مراقبة خاصة تابعة لوزارة الشؤون الدينية مكلفة بمراقبة ومعاينة الكتب التي تستضيفها رفوف المعرض بهدف تأمين القارئ من مخاطر الكتاب الديني المتطرف والكتب التي تحوي تأويلات خاطئة للخطاب الديني أو على الأقل عدم السماح للمعرض أن يكون أداة لإدخال ذلك النوع من الكتب إلى بلادنا حسب ما أكده القائمون على التظاهرة. وللاطلاع اكثرعلى حيثيات التنظيم التي تتواصل على قدم وساق بقصر المعارض، وكذا الإجراءات الجديدة والبرنامج الخاص الذي اعتمدته الهيئة المنظمة للصالون، فضلا عن العناوين البارزة التي ستشارك بها معظم دور النشر، ارتأت ''الحوار'' أن تقف في قلب الحدث لترصد أهم تطورات التظاهرة. دار المختار تدخل الصالون لأول مرة بكتب شبه مدرسية اختارت دار المختار دخول فعاليات معرض الكتاب الدولي في طبعته 13 لاول مرة بالكتب شبه المدرسية، بالنظر إلى الرواج الذي يعرفه هذا النوع من الكتب. حيث أكد مسؤول الدار مختار زلاقي في اتصال مع ''الحوار'' اهمية هذه الكتب التي اصبحت في الاونة الاخيرة تعرف انتشارا واسعا في الاسواق، وبما ان الهدف من المشاركة في فعاليات الصالون الدولي اصبح تجاريا بالدرجة الاولى لدى جل الناشرين فان دار المختار على غرار دور النشر الاخرى الجزائرية والعربية تحرص كل الحرص في انتقاء العناوين التي تشارك بها في هذه التظاهرة لعل هذه المشاركة تعود عليها بالربح الوفير. وفي سياق مماثل كشف لنا مسؤول الدار عن شراكة جديدة ستجمع دار المختار بدار القلم السورية في مجال النشر والتوزيع وهي شراكة ستثمر نتائجها خلال الصالون حسب توقع زلاقي. دار الأمة تعيد الاعتبار لأعمال دودو الأدبية من جهتها تشارك دار الامة في طبعة هذه السنة للصالون الدولي للكتاب بمجموعة من العناوين الجديدة في مختلف المجلات سيما منها التاريخية كتب الأدب، الترجمة، كتب السيرة، مذكرات والكتب السياسية. ولعل ما يميز مشاركة دار الامة في الطبعة ال13 للتظاهرة حسب ما أوضحه مسؤول الدار ل''الحوار''حسان بن نعمان، حرصها على إقحام اعمال دودو في الصالون من خلال اعادة طبع كل اعماله الأدبية المترجمة إلى اللغة العربية. ومن بين العناوين التي تشارك بها دار الامة في هذا المعرض في التاريخ العام كتاب ''الحركة الوطنية'' لمحفوظ خداش ''تاريخ الجزائر المعاصرة بجزئيه 1927-1954 في طبعة جديدة منقحة. وفي مجال الأدب نجد كتاب ''الرجل الذي رفض الوزارة'' المجموعة الأدبية للكاتب محمد بوعزارة. وفي السيرة نجد ''السجيل اليومي لعيسى قاسمي'' باللغة الفرنسية في طبعة ثانية منقحة ومصححة.الى جانب ''رسائل من سجن'' مذكرات احمد الطاهر الابراهيمي في طبعة جديدة تحوي على تعديلات وإضافات جديدة. دار الحضارة تبتعد عن العناوين الدينية بوصفها حساسة وتهتم بكتب الطفل فيما فضلت دار الحضارة الابتعاد عن العناوين الدينية حيث رفضت التعامل مع هذه العناوين بالرغم من الرواج الذي حققته في مختلف طبعات الصالون بحجة ان الكتب الدينية المؤلفة في بلادنا عناوين مستهلكة وليست جادة لا من حيث المضمون ولا من حيث الاخراج، اكثر من هذا يذهب مسؤول الدار بعيدا عندما يقول ''ارفض المغامرة في الكتب الدينية لان المجال جد حساس.''في اشارة منه إلى الرقابة المشددة التي تفرض على هذه الكتب والتي تؤدي في غالب الاحيان إلى اقحام الناشر في مضايقات وحسابات كثيرة. وفي مقابل ذلك حضرت دار الحضارة حسب ما اوضحه لنا مسؤولها رابح خدوسي محموعة من العناوين المنتقاة في مختلف التخصصات الأدبية، الفنية، التراث، التاريخ، الاسرة لاسيما أدب الطفل خاصة وان طبعة هذه السنة التي ستنطلق تحت شعار ''احك لي كتابا'' اولت اعتناء كبيرا بأدب الطفل. ومن بين كتب الدارالجديدة كتاب ''اعلام مدينة الجزائر ومسيلة'' وكتاب ''من تاريخ الثورة التحريرية '' وغيرها. دار هومة تفضل المشاركة بكتب الطبخ وتذهب دار هومة في نفس اتجاه دار الحضارة مبدية رايها بكل وضوح وصراحة بشان رفضها التعامل مع الكتب الدينية مرجعة سبب ذلك إلى غياب مؤلفين جزائريين في المستوى في مجال الكتابة الدينية فيماعداالاستاذ مغاري الذي نشرت له الدار كتابين وهما ''خطبة الجمعة'' واحكام التلاوة'' اللذان ستشارك بهما الدار في الطبعة الجديدة للصالون حسب ما اكدته لنا ممثلة الدار. ولعل من ابرز الكتب التي اعطتها دار هومة اهمية قصوى واولوية المشاركة في فعاليات التظاهرة هي كتب الطبخ، بالنظر إلى الرواج الذي حققته ومازالت تحققه هذا الصنف من الكتب الذي لاقى اقبلا واسعا من قبل الزوار الجزائريين خاصة منهم فئة النساء. والى جانب هذه الكتب تشارك دار هومة بالكتب الشبه مدرسية التي تتخصص في نشرها والخاصة بمراجل الطور الابتدائي حتى الطور النهائي في جميع التخصصات الفزياء، الكمياء، الرياضيات، الأدب،التاريخ والجغرافيا، فضلا عن مجموعة من القواميس. المؤسسة الجزائرية للنشر والتوزيع بوداود: لا توجد كتب في مستوى الحدث أبدى محمد بوداود مسؤول المؤسسة الجزائرية للنشر والتوزيع أسفه لغياب أمهات الكتب من على رفوف المكتبات الجزائرية التي تعمل على تثقيف القارئ وتزويده بالمعلومات القيمة وتفتح أمامه أفاقا للبحث الجاد، بسبب ما اسماه طغيان الكتب الدينية التي تأتينا من خارج الحدود والتي وجدت في الجزائر رواجا واسعا لها فاق حدود المنطق. وبخصوص الكتب التي تشارك بها مؤسسته قال بوداود: '' ان داره ليست بمنأى من دور النشر الجزائرية المشاركة'' حيث ستشارك بكتب شبه مدرسية خاصة وأن فعاليات المعرض الدولي للكتاب يصادف الدخول المدرسي وهو ما شجع الكثير من دور نشر التركيز على ''الكتب العلمية والدينية كما جرت العادة''. وهو ما يعني ان اجنحة المعرض في طبعته الجديدة سوف لن تختلف عن الطبعات الفارطة لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. محمود درويش ينزل ضيفا على صالون الكتاب استحدثت اللجنة المنظمة للصالون في طبعته الجديدة ضيف شرف التظاهرة وهي التي اعتادت في كل مرة استضافة بلد معين يحمل لقب الضيف حتى نهاية المعرض، غير ان هذه المرة اراد القائمون على الصالون ان يكون ضيف الشرف شخصية أدبية نقشت اسمها في ذاكرة الشعر العربي والتي رحلت عنا مؤخرا وهو الشاعر العربي الكبير ''محمود درويش'' الذي خصصت له وقفة ضمن فعاليات الصالون من خلال برمجة امسية شعرية، فضلا عن ادراج سيرة الرجل في مطويات وملصقات المعرض. ومع هذا ستكون دولة جنوب افريقيا ممثلة في اسماء أدبية وشعرية معروفة حاضرة في معرض الكتاب كضيف شرف ثاني. إطلاق 7 جوائز أدبية و40 مقهى أدبيا ويتمثل جديد الطبعة ال13 حسب ما اكده لنا المكلف بالتنظيم على مستوى التظاهرة بن نور عبد الله في اطلاق سبع جوائز أدبية والتي تنقسم إلى ثلاث فئات وهي: جائزة الرواية باللغتين العربية والفرنسية، جائزة افضل نص أدبي باللغة الامازيغية وجائزة القصة. وتبلغ قيمة الجائزة 40 إلى 50 مليون سنتيم للجائزة الواحدة. كما حدد القائمون على تنظيم الجوائز شروطا خاصة للمشاركة تتمثل في ان تكون الكتب التي يشارك بها اصحابها صادرة خلال الفترة اكتوبر 2007-اكتوبر .2008ويتراس لجنة تحكيم هذه المسابقات لمين بشيشي وزير الثقافة الاسبق اما اعضاء لجنة التحكيم فتتكون من الاستاذة امينة بقاط، الاستاذ نصر الدين قاسم، محمد يحياتن، مصطفى فاسي عميد كلية الاداب بجامعة الجزائر واحمد منور. وسطرت التظاهرة برنامجا ثريا يشمل محاضرات ونجو 40 مقهى أدبيا تتطرق في مجملها إلى ''راهن الأدب الجزائري المعاصر وعلاقته بالاداب العربية والغربية''.