كشف مصدر من لجنة الرقابة على الكتب التي ستعرض خلال الصالون الدولي للكتاب الذي يفتتح يوم 30اكتوبر الجاري ل "الشروق" أنه تم "التحفظ " على اكثر من ألف عنوان 90 بالمئة منها ذات طابع ديني خاصة بالفتاوي لمؤلفين غير معروفين وحتى علماء من خارج المذهب المالكي ويعد المصدر الاول لهذه الكتب ثلاث دول عربية هي المملكة العربية السعودية ،مصر ولبنان. وحسب ذات المصادر فان اللجنة التي تضم عدة وزارات منها وزارة الثقافة ،الشؤون الدينية والاوقاف الى جانب أسلاك وهيئات أخرى مثل الجمارك والامن الوطني أعطت حق الطعن في التحفظ لمستوردي هذه الكتب لاعادة النظر في الكتاب غير أنه لحد الان لاتوجد طعون تذكر " لان أصحابها يدركون أنهم خالفوا الشروط الواردة في الرخصة " يضيف مصدرنا وبالتالي فالعناوين المتحفظ عليها سيكون مصيرها المنع من المشاركة في الصالون . وتبت ذات الجنة في قوائم الكتب المشاركة في الصالون الدولي للكتاب الذي ستعرف طبعته الثانية عشر هذه السنة مشاركة قياسية لدور النشر حسب المنظمين ، بناء على مرجعية واحدة هي المرسوم التنفيذي الذي أصدره رئيس الحكومة السابق أحمد اويحي عام 2003 ويحمل رقم 2878/03 ، حيث تحدد المادة العاشرة منه (10) انواع الكتب الممنوعة من العرض و هي الكتب التي" تمجد الارهاب والعنصرية والجريمة" وكذا الكتب التي تشكل "مساسا بالوحدة الوطنية والامن والوحدة الترابي وعناصر الهوية الوطنية " الى جانب تلك التي تمثل مساسا"بالاخلاق والاداب العامة أو الاساءة الى الله والرسل " ، كما انه تم منع كتب من العرض رغم وجودها في السوق بحكم طابع الصالون المفتوح للجمهور الواسع ويخص هذا الاجراء الكتب الخاصة بالميدان العسكري الموجهة لاصحاب هذا السلك وتلك الخاصة مثلا بصناعة الاسلحة بمختلف انواعها . و أوضح مصدرنا أن اللجنة خلال عملها وقفت على العديد من حالات "المخالفة" لهذا المرسوم خصوصا بالنسبة للكتب الدينية والتي توكل مهام الرقابة عليها الى وزارة الشؤون الدينية والاوقاف ، ويتعلق الامر بكتب " للفتاوي في اركان الاسلام مثل الصلاة والصوم " الى جانب أمور العبادة الاخرى بمرجعية مذاهب اخرى غير المذهب الملكب مثل المذهب الحنبلي والفكر الوهابي و(السلفي) ، فضلا عن أن هناك كتب لمؤلفين " مغمورين". ورغم أن مقص الرقابة مس هذه المرة كما هائلا من العناوين فان مصادرنا لم تستبعد ان تكون هناك "هفوات" على غرار ماحدث خلال الطبعة الماضية أين اكتشفت كتب معروضة فيها اساءة للمؤسسة العسكرية ، غير ان نفس المصدر اكد أن الرخصة التي تمنحها وزارة الثقافة للمستورد تتضمن بندا يحمله مسؤولية الاخلال بهذه القوانين ويمكن للجهات المختصة " سحب الكتب التي يتم اكتشافها من الرفوف ". وللاشارة تنطلق فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الثاني عشر يوم 31 أكتوبر وإلى غاية 09 نوفمبر 2007 تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وبالتنسيق مع وزارة الثقافة، وستجرى فعاليات الصالون الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار بالتعاون مع شركائها حول موضوع رئيس يحمل شعار "الثابت والمتحرك في الثقافة العربية ". هذا ويرتقب أن يصل عدد المشاركين إلى مستويات قياسية مقارنة بالدورات الإحدى عشر المنقضية، كون الجزائر تعيش هذه السنة فعاليات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، الشيء الذي يعتبر دافع قوي لمشاركة عربية قوية يأتي في مقدمتهم اتحاد الناشرين العربي الذي دأب دوما على تقديم كتاب نوعي شكلا ومضمونا لزوار معرض الجزائر الدولي للكتاب. في المقابل أيضا أبدت عدة دور نشر أوروبية ومن بعض الدول الإسلامية والآسيوية والإفريقية رغبتها في المشاركة بالإضافة إلى الناشرين الجزائريين..للتذكير شهد الصالون في طبعته السابقة (ال11) مشاركة . وتتزامن فعاليات الصالون هذا العام مع احتفال الجزائر بالذكرى ال53 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وتحسباً للموعد سطّرت إدارة المعرض برنامجاً ثرياً، سيتضمن تنظيم نشاطات ثقافية موازية تتمثل أساساً في إلقاء محاضرات من قبل أدباء وكتاب من الجزائر وخارجها خاصة من العالم العربي، فضلاً عن إقامة ندوات حول الكتابة والفعل الإبداعي، كما سيتم مناقشة مشاكل النشر، تجربة النشر المشترك والتوزيع . عبد الرزاق بو القمح