كشف المدير العام للغابات طيطح عبد المالك عن ما يوازي 47 % من الأراضي الواقعة بالجهة الغربية للبلاد هي تحت التأثيرات السلبية لظاهرة التصحر، وأن عمليات التصدي لزحف التصحر على الأراضي الفلاحية الخصبة والمستغلة والسهوب الرعوية التي قامت بها الدولة تطلب تسخير أكثر من 120 مليون طن من المواد المضادة. كما أن الظاهرة تسببت في تقلص حاد في طاقة مخزون السدود التي وصلت إلى 20 مليون متر مكعب من المياه في السنة، وهي مؤشرات كلها لا تبعث على الارتياح نتيجة الاحتياجات الوطنية من هذه المادة بالنسبة للاستعمالات السكانية أو المسخرة في التنمية الصناعية. وأشار ذات المسؤول خلال إشرافه على الملتقى الدراسي المنعقد بمدينة غليزان، الذي غاب عنه وزير الفلاحة لأسباب تبقى مجهولة، بعدما كان مقررا حلوله بالولاية في زيارة تفقدية للقطاع بمناسبة اليوم العالمي ضد التصحر المصادف ل 17 من شهر جوان، أن الدولة شرعت في تطبيق برنامج استعجالي لمواجهة الظاهرة ضمن إستراتيجية وطنية شاملة وفق دراسات علمية، وأنه يتم الإعداد لبطاقة وطنية شاملة عن المواقع المتضررة والمهددة مستقبلا بالظاهرة من أجل احتوائها والحد من آثارها، يتم فيها تسخير التكنولوجيات الحديثة المتوفرة بالتنسيق مع المركز الوطني لتقنيات الفضاء وذلك بتزويد المشرفين على البرنامج بالصور الحديثة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية. وبالمناسبة فقد تم التوقيع على اتفاق تعاون حضره إلى جانب ممثل المديرية العامة للغابات مدير المركز الوطني لتقنيات الفضاء، وأعطيت إشارة الانطلاقة الرسمية لهذه الدراسة، حيث اختيرت غليزان كولاية نموذجية فيها. كما تمت معاينة بعض المناطق التي تجري بها عمليات التهيئة والتشجير خاصة الجهة الجنوبية للولاية، أين يقع سد '' السعادة '' الذي يعتبر الخزان الحيوي لاحتياجات سكان عاصمة الولاية والمنطقة من المياه، وفي السياق نفسه أوضحت مصادر من محافظة الغابات بالولاية أن هذه الأخيرة قامت بتشجير ما يقارب 40 هكتارا من الأراضي بأكثر من 04 آلاف شجرة من جميع الأصناف بالمناطق الجبلية والنائية، كما تم إدراج مشاريع أخرى موجهة للتصدي لظاهرة التصحر، زيادة على إعادة الاعتبار للغطاء النباتي والمساحة الغابية بالولاية.