تعتبر الجزائر الدولة الوحيدة التي لم تطالب منذ استقلالها بأي جزء من أراضي جيرانها ولم ترفع أي قضية أمام الهيئات الدولية المختصة لهذا السبب، على الرغم من أن كل جيرانها تقريبا ضلوا يطالبون بأجزاء ترابية حدودية ودخلوا في تشنجات سياسية بسبب هذا الأمر. وجاء على لسان مسؤول سامي في وزارة الخارجية في اجتماع حول الحدود في شمال إفريقيا نظم بالجزائر. أن هذه الأخيرة الوحيدة التي لم تطالب بأجزاء من أراضي دول أخرى وعملت منذ استقلالها على حل هذا المشكل الذي ظل مطروحا بحدة بين دول القارة الإفريقية، وساهمت بشكل قوي وإيجابي في عملية ترسيم الحدود الموروثة عن الاستعمار والتي أقرتها أول دورة لمنظمة الوحدة الإفريقية سنة 1964 بالقاهرة، وأضاف ذات المسؤول وهو مدير الشؤون القانونية والقنصلية أمام عدة مسؤولين وخبراء أفارقة أنه ينبغي التذكير بحقيقة تاريخية غاية في الأهمية وهي أن الجزائر ظلت الوحيدة التي لم تطلب قط بأي جزء من أراضي جيرانها وساهمت منذ الاستقلال بشكل إيجابي في عملية ترسيم الحدود بعد أن نجحت في ترسيم حدودها مع جيرانها سواء في المغرب العربي أو دول منطقة الساحل رغم تعرض شريطها الحدودي الغربي مرتين لمحاولة اعتداء سنتي 1963 و.1974 وقد ظل مشكل الحدود مطروحا بين كل دول القارة الإفريقية منذ عقود وكان السبب المباشر في العديد من الحروب منذ خمسينيات القرن الماضي وكانت المملكة المغربية في طليعة دول إفريقيا التي ظلت تطالب بالكثير من الأجزاء من دول جيرانها، ومارست العديد من الاستفزازات على دول الجوار وخصوصا الجزائر مطالبة بأراضي لها مزعومة، وكانت قضية الحدود تثيرها المملكة المغربية وبشكل تعسفي وفق أجندة للقصر الملكي الذي يروج لنظرية المغرب الكبير الممتد من سبتة ومليلة إلى غاية داكار بالسنيغال، رغم أنها ظلت على المستوى الرسمي تهادن بهذا الخصوص، لكنها تستعمل المنابر الإعلامية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية المقربة من القصر الملكي لإثارة وترويج هذه المسالة. وبحسب العديد من المتتبعين لهذا الملف تعتبر الجزائر الوحيدة إفريقيا التي سوت حدودها بشكل نهائي ووفق مقررات الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية سابقا تقريبا مع كل جيرانها ماعدا الجزء الجنوبي الغربي مع الصحراء الغربية التي مازلت دولة مستعمرة.