بعد سلسلة من المشاورات و اللقاءات الإقليمية بدءا من لقاء كينشاسا سنة 2000 مرورا بلقاء بريتوريا و أخيرا كيب تاون ماي نفس السنة، تم إرساء مرصد السياسات الثقافية في إفريقيا المنبثق عن اجتماع الخبراء في ما بوتو عام 2002 و الذي اعتمد مشروع وثيقة المرصد و خطة عمله و ميزانيته للفترة الممتدة بين 2002- 2003 و بعدها تم انتخاب لجنة التسيير. و جاء اقتراح إنشاء هذا المرصد في إطار متابعة المؤتمر الحكومي حول السياسات الثقافية الذي انعقد في العاصمة السويدية ستكهولم سنة ,1998 و قد أنشئت هذه الهيئة بمساندة الإتحاد الإفريقي و مؤسسة فور و اليونسكو شارك فيها 90 خبيرا يمثلون مختلف إفريقيا مهمته رصد الإتجاهات الثقافية و السياسات الثقافية الوطنية في القارة و تعزيز دمجها في استراتيجيات التنمية البشرية من خلال الدفاع و الترويج و البحوث و بناء القدرات و التواصل و التنسيق و التعاون على مستويين الإقليمي و الدولي.ويعد المرصد بمثابة مركزا للمواد الموجهة للتأدية الخدمات و جهاز إقليمي للتنسيق و المراقبة لشبكة من الخبراء و المؤسسات المنخرطة في السياسات و صنع القرار و الإدارة الثقافية و كذلك في البحوث و التدريب و الإعلام، و قد حقق المرصد عدة إنجازات هامة منها إنشاء موقع تفاعلي على شبكة الواب الدولية وذلك في أفريل 2006 يحتوي على مصادر للمعلومات التي تتعلق بالسياسات الثقافية و التفاعلات بين الثقافة و التنمية ، و يسير المرصد الوصول عبر شبكة الانترنت إلى ما يقارب 60 وثيقة إفريقية تتمحور حول السياسات الثقافية و ترجمت صفحاته إلى اللغة الفرنسية ، كما أنشأ المرصد مركزا للوثائق و قواعد للبيانات و منذ إنشائه حدد المرصد ما يقارب 600 وثيقة تتعلق بمسائل السياسات الثقافية في القارة الافريقية. و على صعيد آخر أولى المرصد في إطار الشراكة مع مؤسسة انترارتس الاسبانية اهتماما خاصا بمشكلات المؤشرات الثقافية للتنمية البشرية في القارة السمراء ، و في عام 2006 أعد المرصد تقرير إقليمي خاص بالسياسات الثقافية في إفريقيا بهدف إطلاق التقرير العالمي لليونسكو حول التنوع الثقافي . ومن أهم نشاطات المرصد التدريب على السياسات و الإدارة الثقافية و دراسة السياسات الثقافية للمدن والمجتمعات المحلية في إفريقيا.