أكد البروفيسور بلقايد علي إسماعيل رئيس مصلحة طب الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في تصريح ل''الحوار'' بعد مرور 5 أشهر على تاريخ إجراء أول عملية زرع لخلايا الميلانوسيت بالجزائر أن العملية كانت ناجحة بنسبة 80 بالمائة، موضحا أن هذه النتيجة قد أعطت دفعا كبيرا للافتتاح وحدة خاصة بعلاج مرض البهاق بمصلحته فور تدعيمه بالتجهيزات الطبية اللازمة والتي وعد مدير المستشفى السيد يحيا دهار بتوفيرها في أقرب الآجال. شهدت مصلحة طب الجلد بمستشفى مصطفى باشا شهر ماي المنصرم أول عملية ورع خلايا الميلانوسيت على جلد المريض المصاب بداء ''البهاق'' أو ما يعرف ب ''البرص'' العملية في إطار التكوين المتواصل للأطباء ونقل وتبادل الخبرات، حيث أشرف البروفيسور الفرنسي ''إيفان غوتني'' على العملية والتي شاهدها على المباشر نقلا من غرفة العمليات مئات الطلبة ممن سيتدربون على هذه التقنية الجديدة بهدف إتقانها ومن ثم الشروع في تطبيقها بمصالح طب الجلد عبر كامل التراب الوطني وبالعيادات الخاصة. تماثلت المريضة للشفاء بنسبة 80 بالمائة يقدر عدد الأشخاص المصابين بالبهاق في الجزائر بالآلاف حيث يمس من 1 إلى 3 بالمائة من السكان والإعلان عن إدخال هذه التقنية الجديدة في العلاج إلى مصلحة البروفيسور بلقايد علي جعل طلبات تحديد موعد للخضوع للعملية تتهاطل على المصلحة والتي كان يرد عليها البروفيسور حسبما أكده ل (الحوار) مؤكدا لكل حالة أن العملية ليست سوى تجربة لن يتم تعميم إجرائها إلا بعد تأكد نجاحها بنسبة تتجاوز ال 50 بالمائة. وعن حالة المريضة العينة البالغة من العمر 30 سنة والقادمة من ولاية تيزي وزو، قال بروفيسور إنها تتماثل للشفاء، فقد تبين في آخر فحص طبي أن العملية كانت ناجحة بنسبة 80 بالمائة ما يبعث على التفاؤل بالنسبة لحالات أخرى نسب إصابتها أقل، فهذه الأخيرة أصيبت ببقع عديدة على مستوى الوجه والرقبة والظهر والذراعين، مشيرا أن إصابة هذه المساحة الكبيرة لا يرجع للعدوى فمرض البهاق مرض جلدي غير معدي، وينتج بسبب فقدان الخلايا القدرة على إنتاج مادة الميلانوسيت المسئولة على تحديد لون الجلد، ما يسبب ظهور البقع البيضاء التي تكون خالية تقريبا من خلايا الصبغة، ويؤثر البهاق على المصابين به تبعا للإزعاج الذي يسببه نتيجة لتشوه منظر الجلد، علما أنه يبدأ عموما قبل سن العشرين وعادة يصيب البهاق الوجه واليدين وتحت الإبط ومناطق الاحتكاك كالركبة والكوع، كما قد أماكن أخرى في الجسم. كما توصلت دراسات ميدانية في الجزائر إلى أنّ 30 بالمائة من مرضى البهاق أصيبوا به نتيجة لعوامل وراثية. ليس كل المصابين معنيين بالعملية كشف البروفيسور بلقايد علي أنه وعلى الرغم من سهولة العملية ونتائجها المشجعة إلى أن ليس كل المصابين بالبهاق معنيين بها، فالطبيب المختص وحده من يقرر أي الحالات يمكنها الخضوع للعلاج وهذا بعد الكشف على المصاب وإجرائه مجموعة من التحاليل وفحوصات بالأشعة فوق البنفسجية. وقال محدثنا إن العلاج بهذه التقنية يشبه إلى حد ما علاج مرضى السرطان فهناك من يوصف لهم العلاج الكيميائي وآخرين العلاج بالأشعة وآخرين بالجراحة وهذا متوقف على نوعية الداء المصنف ضمن مجموعة الأمراض النادرة أو اليتيمة ودرجة انتشاره في جسم المريض. ولطمأنة المرضى الطالبين للعلاج ممن ضاقت بهم المصلحة، قال بلقايد علي قال إن عليهم التحلي بالصبر لأن حتى وإن تم العلاج الفعلي للمرض في بعض حالاته إلا أنه يبقى محل البحث العلمي والكشوفات المخبرية نظرا للأسباب المبهمة للمرض فهناك كما أوضح البروفيسور من المختصين من يرجعه إلى القلق ومنهم من يقول إنه ناتج عن خلل في الغدد ودراسات أخرى تأكد أن العامل الوراثي يلعب دورا كبيرا في ظهوره.