ناشدت أمس العديد من أسر ومرضى السرطان بكل من ولايتي وهرانوتلمسان بالغرب الجزائري، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات بالتدخل الفوري، لوضع حد لما سموه ''بالمأساة'' والمعاناة القصوى جراء انتظارهم لمتابعة العلاج الكيميائي على مستوى مصلحة الطب النووي، خصوصا على مستوى ولاية تلمسان. وقالت مصادر متطابقة على صلة بالمرضى وأسرهم، للحوار بالأمس. إن هناك قائمة اسمية تحوي أكثر من 1000 مصاب بمرض السرطان على مختلف أنواعه، ينتظرون دور العلاج الكيميائي على مستوى مصلحة الطب النووي بالمستشفى الجامعي لتلمسان في أجواء من المعاناة، لاسيما وأن هناك المئات منهم ينحدرون من مناطق بعيدة من أقصى الجنوب الغربي ومن الشمال الغربي لولايات الوطن. وأضافت هذه المصادر في نداء لوزير الصحة سعيد بركات ''أن المرضى يعيشون معاناة حقيقية، وصراع المرض أصبح يلازمه صراع آخر بين الشد والمد مع القائمين على تسيير المؤسسات الصحية في كل من وهرانوتلمسان على الخصوص، مشيرين إلى حالة النقص الفادح في هياكل التكفل والأدوية التي تبقى السبيل الوحيد للإبقاء على الأمل في مواصلة الحياة عند البعض، لاسيما مع هذا المرض الخطير القاتل ورقم 1 في العالم منذ أزيد من 100 سنة الماضية، حيث لا مجال من فقدان الحياة إذا لم يتم التداوي في أجل أقصاه ال 6 أشهر من المرحلة الأولى لظهور المرض الفتاك. وبالرغم من الاعتراف بالقدرات البشرية عالية الكفاءة من الأطباء ذوي الكفاءات، والذين يعملون على تسيير المصلحة بقدراتهم الخاصة، إلا أنهم -الأسر والمرضى- دعوا الوزير سعيد بركات ومن خلاله وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للتكفل بالمسألة في أقرب وقت ممكن، موضحين أن المصلحة الخاصة بالطب النووي لاتستقبل سوى 8 مصابين يوميا للعلاج أو المتابعة أو الكشف، ويأتي هذا مع تنامي رهيب للمصابين بالداء الخبيث في بلادنا، التي تنوعت فيها مسببات المرض مع تطور مناحي الحياة، لاسيما منها الانبعاثات الصناعية والتلوث وتناول المخدرات، التدخين بشراهة، الوجبات السريعة، والعمل في وسط مسبب لحمل المرض. وكان وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، سعيد بركات، قد أعلن قبل مدة قصيرة، أنه من المنتظر إنجاز 15 مركزا للتكفل بمرض السرطان، قال إنها في طور الإنجاز، حيث كان هذا في رد على سؤال طرحه نائب من مجلس الأمة قبل أيام. وأكد وزير الصحة أن أطباء في الطب العام سيتلقون تكوينا خاصا لمساعدة المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي، كاشفا عن تكفل 5 أطباء بالمسألة على مستوى كل دائرة من دوائر الوطن. كما أكد الوزير خلال ذلك الرد أن الدولة قد فتحت باب البحث في مجال إيجاد حلول للمرض الفتاك ببلادنا، مشيرا أنه وبالرغم من ذلك فإن تطور المعدل العمري في الجزائر من 44 سنة إلى 74 سنة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى وجود 94 حالة سرطان في كل 100 ألف مواطن جزائري حسب إحصائيات .2005 جدير ذكره أن مرض السرطان يفتك حسب المنظمة العالمية للصحة ب 06 مليون في السنة ومن المنتظر أن يصل الرقم إلى 15 مليون في أفق 2020 في السنة.