صدر مؤخرا عن المجلس الإسلامي الأعلى كتاب ''الإسلام والغرب بين رواسب التاريخ وتحديات المستقبل'' من إمضاء الدكتور ''ولود عويمر'' الكتاب من الحجم المتوسط يقع في 228 صفحة ويتضمن ثلاثة فصول: الوجود الإسلامي في الغرب والإسلام والغرب والعلاقة بين الإسلام والغرب في ظل العولمة. الدكتور عويمر طرح في مقدمة كتابه عددا من الإشكالات التي بنى عليها بحثه انطلاقا من التساؤل عن كيفية تجاوز المسلمين والغربيين رواسب التاريخ الثقيلة لبناء حوار حضاري مثمر؟ وكيف يتعامل الغربيون مع هويتهم الجديدة التي تتسم بالتعددية الدينية والتنوع الثقافي؟ وكيف يتفاعل المسلمون مع تحديات المستقبل التي تفرزها باستمرار طموحات العولمة؟ وانطلاقا من هذه الأسئلة يشدد الكاتب على ضرورة معرفة الآخر والتي اعتبرها حجر الاساس في بناء علاقة وثيقة معه وهو السبب الذي كان وراء اختيار العديد من المفكرين المسلمين السفر الى هناك والعيش بين الغربيين والدراسة في جامعاتهم من أجل التعمق في فهم الاسس الفلسفية والدينية والمقومات الثقافية والاجتماعية التي قامت عليها الحضارة الغربية في مختلف مراحل تطورها، حيث يقدم عويمر بعض نماذج من هؤلاء الذين خاضوا تجربة العيش هناك على غرار سيد قطب ومحمد المبارك ومحمند عبد الله دراز وصبحي الصالح.. ومن خلال تلك الشهادات يصل الكاتب إلى الجزم بأن الغرب ليس كله شر كما يعتقد الكثير من المسلمين وأن العقلاء فيه يستحقون كل التقدير والاحترام، مشيرا إلى أن هؤلاء العقلاء يستحقون الدعم الكامل باعتبارهم يمثلون تطلعات المسلمين وقضاياهم، ومن أجل هذا لابد من اقناع المسلمين والغربيين الرافضين لكل ما هو قادم من الغرب أو الشرق بضرورة التعايش وتأسيس الحوار الحر والمثمر بين الطرفين.