بعد إعلان الأمين العام للأفالان عبد العزيز بلخادم عن ترشيح حزبه للرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة، ومباشرة الآرندي لحملة ميدانية استنفر من خلالها قواعده عبر الولايات، إضافة إلى افتكاك أبو جرة رئيس حركة حمس لتفويض من المجلس الشورى للتصرف بشان موضوع الرئاسيات، يكون أطراف التحالف قد باشروا حملة ميدانية لترشيح بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة أياما قليلة قبل القمة المرتقبة في 30 من الشهر الجاري . الوتيرة المتسارعة التي أخذها موضوع الرئاسيات منذ مصادقة البرلمان على التعديل الجزئي للدستور، ظهرت بشكل كبير وجلي خلال الأسبوع المنصرم، حيث دخل الأفالان والأرندي في حملة مسبقة ومبكرة لدعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية ثالثة بعد رفع المانع الدستوري وفتح العهدات الرئاسية، الحملة التي دشنها الأفالان ولحقه الأرندي، وحمس رغم بقاء رئيسها يرافع لصالح ترقية التحالف إلى شراكة سياسية ستكون البداية لحملة واسعة مستقبلا. وسبق لبلخادم في لقاء هيئة التنسيق أن أعطى الضوء الأخضر لمناضلي الحزب وإطاراته لمباشرة عملية تحضير الحملة الانتخابية الخاصة بالعهدة الثالثة، في أحسن الظروف من باب أن بوتفليقة كان وسيبقى مرشح الحزب الوحيد ، وكذا كون الأفالان هو صاحب مبادرة التعديل الدستوري حسب بلخادم، ويجب أن يكون له الأولوية والحظ الأوفر في موضوع العهدة الثالثة. وتتطابق نظرة بلخادم الذي سيستلم حزبه الرئاسة الدورية للتحالف من الأرندي في ما يخص مسالة العهدة الثالثة مع رؤية إطارات ومناضلي حزبه الذين يرون حزبهم المعني الأول بموضوع العهدة الثالثة وصاحب أفضلية خاصة فيها رغم كونه طرفا في التحالف الرئاسي على اعتبار أنه الأول الذي رافع لصالح المبادرة وصاحب السبق في هذا الموضوع تحديدا. من جهته دشن الطرف الثاني في التحالف التجمع الوطني الديمقراطي مباشرة بعد الفراغ من إجراءات التعديل الدستوري، حملة ميدانية لصالح المسعى، حيث كلف أويحيى مجموعة من هيئة أركانه داخل الحزب لعقد لقاءات وتجمعات عبر الولايات للتحسيس واستنفار القواعد النضالية من أجل العهدة الثالثة، ويكون بذلك خطاب الأرندي قد خرج بعد تعديل الدستور من التلميح إلى التصريح، ورفع شعار حتمية العهدة الثالثة لاستكمال برامج التنمية، الأرندي المنتشي بنيله حقيبة الوزير الأول واسترجاعه لحقيبة الاتصال يرى أن الحملة المسبقة التي دشنها هو والأفالان لا تؤثر بتاتا على التحالف الذي يبقى خيارا إستراتيجيا لتنفيذ برنامج الرئيس الذي زكاه الشعب. وعلى خلاف الأفالان والأرندي تبقّى الطرف الثالث في التحالف حركة حمس تترقب بخصوص موضوع العهدة الثالثة، رغم أن الأمر محسوم ومؤكد في دعم ترشيح بوتفليقة، ويفضل أبو جرة الذي افتك تفويضا بمثابة صك على بياض من المجلس الشورى للتصرف في موضوع الرئاسيات الانتظار أكثر، وتوجيه خطابه للمطالبة بتفعيل التحالف إلى شراكة سياسية حقيقية، وهو المطلب الذي يتجنب شراكاؤه الخوض فيه. ورغم الأزمة الداخلية الحادة لحركة حمس التي يلتهب سعيرها بين الفينة والأخرى، إلا أن الكثير من العارفين بخبايا حمس يؤكدون أنها لن تؤثر في موضوع العهدة الثالثة قيد أنملة رغم أطروحات ترشيح القيادي مناصرة، وأن الموضوع سيمر بردا وسلاما كما مر التصويت على التعديلات الدستورية ، التي صوت عليها نواب حمس بالإجماع، ليبقى المؤكد أن الإعلان الرسمي على موقف حمس سيكون خلال قمة التحالف رفقة الشريكين الآخرين، رغم الفارق الزمني في الحملة الميدانية التي باشرها كل حزب على حدى.