يلتقي قادة التحالف الرئاسي مساء اليوم، في طاولة واحدة بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، ليستلم الأمين العام لهذا الأخير عبد العزيز بلخادم، الرئاسة الدورية لهذا الهيكل من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بعد أن امتدت رئاسته لمدة قاربت 9 أشهر، وسيشكل موضوع التحضير للاستحقاقات الرئاسية القادمة المحور الأساسي للنقاش بين أطراف التحالف الذين يجمعهم اسم عبد العزيز بوتفليقة مرشحا للرئاسيات، وتفرقهم الصيغة التي سيتم وفقها إعلان هذا الترشح. * وقد تلقى كل من الارندي وحمس دعوة لحضور قيادييهما لقاء اليوم، فيما تمت الإشارة في الدعوات إلى أن جدول أعمال اللقاء يحمل نقطتين، أولهما الاستماع إلى تقرير عن نشاط التحالف خلال رئاسة الأرندي، ومنه الاحتفاء معا بنشوة النصر المحقق بتعديل الدستور، مع الاحتفاظ بحق المرور مرور الكرام على خطة عمل الحكومة المصادق عليها صباحا، بعد أن أطاح مجلس الحكومة بهذه النقطة وجعلها ممنوعة من النقاش ضمن أطر التحالف. أما النقطة الثانية، فهي تلك المتعلقة بالتحضير للاستحقاقات الرئاسية القادمة، وهي النقطة التي ستطرح للنقاش في الجلسة المغلقة، حتى تكون هذه الجلسة أرضية مناسبة للمصارحة، وطرح وجهات النظر المتباينة، خاصة وأن الاختلاف في المواقف بخصوص الصيغة التي سيعلن عليها الرئيس بوتفليقة ترشحه للعهدة الثالثة، أصبح بيّنا وظاهرا للرأي العام في ظل حرب التصريحات الإعلامية، ففي الوقت الذي بشّر فيه الأمين العام للآفلان عبد العزيز بلخادم بعقد دورة لمجلسه الوطني لإعلان بوتفليقة مرشحا للحزب، أظهر رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني امتعاضا صريحا ورفضا لترشح بوتفليقة تحت مظلة أي حزب سياسي، حتى ولو كان بوتفليقة محسوبا على الجبهة كرئيس شرفي لها. * وإن كانت حمس قد عبرت صراحة عن امتعاضها من تصريحات بلخادم، ومحاولة الأفلان سحب البساط من شريكيه في التحالف، والعمل بمعزل عنهما للتفرد "بتوشيح حزبه شرف ترشيح بوتفليقة باسمه، فإن الأرندي الذي ألف الانضباط والعمل بعيدا عن الأضواء عندما يتعلق الأمر "بالمزايدات السياسية" و"حرب التصريحات الإعلامية" فضل العمل الميداني ، إذ أن "الآلة الانتخابية" التي وضعها أويحيى تحت تصرف بوتفليقة خلال آخر دورة للمجلس الوطني شهر رمضان الماضي، بدأت تتحرك ونزلت للميدان، إيذانا بحملة انتخابية مسبقة لفائدة بوتفليقة، من دون الخوض في تفاصيل الصيغة التي ستدخل بها أسهم بوتفليقة بورصة الرئاسيات، لأن قيادة الأرندي فصلت في أمر الرئاسيات بإعلان أويحي» عدم الترشح في حال ترشح بوتفليقة، ويبدو أن تعديل الدستور وعملية التنقيح التي خضعت لها المادة 74 منه، المتعلقة بعدد العهدات الرئاسية المشروعة قانونا، كانت رسالة واضحة لإظهار نية الرئيس للترشح لعهدة رئاسية أخرى. * وبعيدا عن التباين الحاصل في المواقف بين شركاء التحالف، بخصوص صيغة ترشح الرئيس، فإن قادة التحالف سيضعون تبايناتهم جانبا، لأن المصلحة متقاطعة وواحدة وستتغلب عن اختلافاتهم، لأن بوتفليقة يجمعهم، ضف لذلك توقعات المتتبعين للشأن السياسي القائلة إن الرئيس سيترشح بنفس الصيغة التي ترشح بها في استحقاقات 99 و2004 وهي "مرشح حر"، بعيدا عن أي مظلة سياسية أو أي حبل سرّي يربطه مع تشكيلة سياسية بعينها، خاصة وأن الرئيس كان قد أجاب على دعوة الأفلان لترأس حزبهم شرفيا والتي قبلها عن مضض، أنه يفضل أن يبقى رئيسا لكل الجزائريين، وليس رئيس حزب واحد، وهي الإجابة الكافية والشافية عن الاستفهامات التي تحوم حول الصيغة التي سيتقدم بها بوتفليقة للرئاسيات، ويكفي بالنسبة للتحالف أن هذا العامل الأخير استطاع أن ينفخ الروح في هذا الهيكل بعد أن مر أحيانا بفترة "الاحتضار" وأحيانا أخرى بمرحلة "الإنعاش" و"العناية المركزة".