يلتقي عشية اليوم زعماء أحزاب التحالف الرئاسي بالمقر المركزي لحزب جبهة التحرير الوطني في قمة سيستلم فيها الأفالان الرئاسة الدورية من التجمع الوطني الديمقراطي، وينتظر أن يكون موضوع الرئاسيات المقبلة والحملة الخاصة بترشيح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة في صلب المحادثات المغلقة بين قادة التحالف، خاصة وأن الأيام الأخيرة شهدت بعض التصريحات الساخنة بهذا الخصوص . وستكون قمة اليوم فرصة مواتية لبلخادم وأويحيى وأبوجرة من أجل ضبط بوصلة التحالف، بخصوص الرئاسيات والشروع مباشرة في الحملة الخاصة بترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة كمرشح إجماع، ووضع حد بشكل رسمي لبعض التصريحات الجانبية التي تلت جلسة التصويت على التعديل الدستوري الجزئي، والتي أعطت الانطباع بوجود تنافس بين الأحزاب الثلاثة خاصة بين الأفالان والأرندي حول من يلعب الدور المحوري في ترشيح بوتفليقة خلال الرئاسيات المقبلة، وسط حديث عن امتعاض من قبل الأرندي من مطالبة بعض القياديين في الحزب العتيد الرئيس بوتفليقة بالترشح بلسم الحزب، باعتباره رئيسا شرفيا له حتى وإن لم يترجم في شكل تصريح أو موقف رسمي، امتعاض الأرندي تلاه تصريح آخر من رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني قال فيه أن حركته لن ''تدعم مترشحا متحزبا'' وهي تصريحات صنفها البعض في خانة التصريحات الموجهة للاستهلاك الحزبي والإعلامي من جهة، ومن جهة أخرى يمكن إدراجها ضمن السياقات السياسية التي عادة ما تتزامن مع الأحداث السياسية الكبيرة . ويتفق جميع المتتبعين للشأن السياسي بان هذه التصريحات لا تدل إطلاقا على خلاف حقيقى في بيت التحالف، حيث يبقى الثابت والأكيد أن الشركاء الثلاثة متجندون من أجل إنجاح الحملة الخاصة بالعهدة الثالثة لرئيس الجمهورية ، التي تم مباشرتها بشكل فردي مبكرا، ويكون الأفالان الذي ضبط عقارب ساعته بشكل مدقق على هذا الموعد في مقدمة من باشر هذه الحملة، حيث سطر برنامجه مؤخرا بهذا الخصوص عبر كل المحافظات والقسمات، ووضع كل هياكله في حالة استنفار قصوى من أجل الرئاسيات. وقد لحق الأفالان في هذا المسعى شريكه الأرندي، حيث عمد أويحيى إلى إعطاء توجيهات لطاقمه للتحرك ميدانيا في هذا الاتجاه، وأسند المهمة مؤقتا للمكلف بالإعلام في المكتب الوطني لعقد تجمعات كل نهاية أسبوع، في انتظار تحرك مايسميه أويحيى بالآلة الانتخابية للأرندي لاحقا. وعل خلاف شريكيها، تبقى حمس المنتظر موقفها عشية اليوم بشكل رسمي خاصة وأن أبو جرة افتك تفويضا من قبل مجلس الشورى للتصرف في موضوع الرئاسيات، رغم المشاكل التنظيمية الكبيرة التي تعاني منها إذ ينتظر إصدار لائحة تزكية ثلاثية، هذه الأخيرة التي تبقى أهم ما هو منتظر في قمة اليوم .