مثل الضحية (ب. جلول) أمام محكمة الجنايات وهو فاقد لعينه اليمنى بعد تعرضه للضرب بواسطة أداة حادة رجحها التحقيق على أنها سكين أومفك البراغي، لأن المتهم في القضية المدعو (ح. محي الدين) أنكر في جميع أطوار التحقيق تعرضه للضحية، مؤكدا أن هذا الأخير سقط على رفوف بطاقات البريد، وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة عينه، ليعاقب في آخر المحاكمة بثلاث سنوات حبسا نافذا. مجريات الحادثة تعود إلى 31 مارس 2007 وبالضبط في شارع كريم بلقاسم مكان تواجد محل كشك لبيع السجائر والجرائد، ومن بين ما أدلى به المتهم أمام محاضر الضبطية القضائية أنه كان يزاول عمله داخل محله بالشارع المذكور سالفا حتى دخل إليه شخص في حالة يرثى لها وطلب منه تغيير بطارية جهاز MP3 الذي اشتراه من عنده صباحا، وفيما هو يعاين الجهاز لاحظه وهو يحاول سرقة مثبت الشعر فطرده من محله إلا أنه رفض، فدفعه إلى الخارج فسقط أرضا وغادر المكان لبضع لحظات وعاود الرجوع، حيث بدأ في الصراخ والسب وكان يحمل في يده سكينا، وفي تلك الأثناء يقول المتهم إنه دافع عن نفسه من خلال حمله رفوف بطاقات البريد التي كانت متواجدة خارج المحل وأصاب الضحية على مستوى العين، ليطلب المتهم بعدها النجدة من رجال الشرطة الذين كانوا مارين في تلك اللحظات وتم فتح تحقيق في القضية. المتهم وأثناء مثوله أمام رئيس الجلسة أنكر تهمة الضرب والجرح العمدي المؤدي إلى عاهة مستديمة، غير أن القاضي واجهه بتصريحاته المدونة على محاضر الضبطية القضائية، كما استفسر القاضي من المتهم عن الوسيلة التي ضرب بها الضحية وهل هي مفك براغي أم وسيلة أخرى، إلا أن المتهم نفى وحاول مراوغة الهيئة، وأفاد المتهم بأن الضحية كان في حالة سكر، أما الضحية (ب. جلول) فقد حضر المحاكمة وأفاد بأن المتهم ضربه بواسطة رفوف بطاقات البريد التي كانت متواجدة خارج المحل، وهو ما عتبرها الطبيب الذي أجرى له خبرة آلة حادة خاصة أنه أصابه في منطقة حساسة كالعين، وتوصلت الخبرة في آخر المطاف إلى أن الضحية فقد بصره ولا يستطيع الرؤية إلا بالنظارات. ممثل الحق العام من جهته ركز على أن الوقائع المتابع بها المتهم خطيرة جدا على المجتمع خاصة أن الضحية فقد جزءا من حاسة البصر، ولو تطورت الوقائع لكان الضحية قد فقد بصره كليا أو حتى حياته، والتمس عقوبة 10 سنوات، وبعد المداولات قضت المحكمة بالحكم المذكور أعلاه.