لم تتمالك أم الضحية (ع. ف) نفسها وراحت تصرخ وتبكي حرقة على ولدها ودوى صوتها عاليا بمحكمة الجنايات وهي ساخطة على حكم المحكمة القاضي بإدانة المتهم (ق. ش) ب10 سنوات سجنا، وهو الذي قتل ابنها بمفكّ البراغي بدون رحمة ولا شفقة؟ تفاصيل هذه الجريمة وقعت بحي مصطفى عقري بباب الواديالجزائر العاصمة في 15 مارس 2006 على الساعة التاسعة ليلا، حيث صرحّ المتهم ( ق. ش) بأنه كان يعمل بمحل "الطاكسيفون" لحظة وقوع الشجار بين الضحية وأخيه، فهرع مسرعا إثر سماعه للصراخ وبيده مفك براغي، كونه كان يعمل على إصلاح خلل كهربائي بالمحل، فبادره الضحية بلكمة على وجهه فما كان منه إلا أن ضربه بمفك البراغي على وجهه ليبعده عنه، وأضاف المتهم بأن شجاره مع المرحوم كان قبل وقوع الحادثة صباحا، لأنه فسخ خطبته من أخت الضحية الذي لم يتفهّم الأمر وجاء ليشتمه ويتهجّم عليه، وأنه لم يكن ينوي قتله بل أراد تخويفه فقط، إلا أن النائب العام تدخل ليريه صور الضحية والتي تدل على أن الضربة كانت قاتلة ولم يرد بها التخويف، فأصر المتهم على أنه لا يتذكر كيف ضربه، غير أن الشهود الذين حضروا جلسة المحاكمة أكدوا على أن أخا المتهم هو من بدأ العراك مع الضحية وأن المتهم لما وصل قام بركله ثم ضربه بمفك البراغي. أما دفاع الطرف المدني، فأكد في مرافعته على أن تقرير تشريح الجثة يؤكد على أن الوفاة كانت نتيجة جرح غائر في الجمجمة من الجهة الأمامية، مما تسبب في نزيف في المخ ، واستغربت المحامية كيف هو حال الشباب الجزائري الذي يقتل من أجل خلاف بسيط ولا يواجه المشاكل بعقل، ومن خلال مساءلة المتهم، يعترف بأنه أمسك أداة حادة، وتضيف: "كان سيتزوج والآن هو بين القضبان!؟ و هذه الوقائع تشكل جناية القتل العمد وللمحكمة أن تقتص من الجاني". في حين أن النائب العام التمس تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم (ق. ش) لأن مكان الجناية والوسيلة المستعملة وتقرير الخبرة وعمق الجرح كلها تدل على نية إزهاق روح من طرف المتهم. غير أن دفاع المتهم استهجن طلبات النيابة والمتمثلة في الإعدام وذكّر هيئة المحكمة على أن الموت واحد والأسباب تختلف، وطالب بتكييف القضية على أساس الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، واعتبر الواقعة نتيجة تعرض المتهم للاستفزاز وأنه لم يكن يعلم بوقوع الشجار بين الضحية وأخيه، وهذا ما يثبت أنه لم يكن ينوي قتله. وبعد المداولات، قضت محكمة الجنايات بسيدي أمحمد ب 10 سنوات سجنا للمتهم (ق. ش) لارتكابه جناية القتل العمدي إضرارا بالضحية إلهام بوثلجي