لا تزال 13 عائلة تقطن بإحدى دويرات القصبة العتيقة الكائنة بحي ''علي تمجليت'' الواقع بقلب العاصمة في مد وجزر مع السلطات المحلية بسبب الحالة الكارثية التي آلت إليها مساكنهم المهددة بالانهيار في أية لحظة. وفي هذا الخصوص أبدى سكان العمارة قلقهم وتخوفهم الشديدين من انهيار الدويرة الهشة التي تضررت بفعل زلزال ماي ،2003 خاصة وأن عمليات الترميم التي كان لا بد من القيام بها من قبل السلطات المعنية لم تكن على أكمل وجه حسب شهادات السكان، وهو الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم التي دامت أكثر من خمس سنوات مع هذا الوضع. وقد أوضحت العائلات أن الحالة التي تتواجد عليها الدويرة لم تعد تصلح للسكن بل من الأجدر تهديمها بسبب خطورتها على سكان الحي بصفة عامة. وفي هذا الشأن أكد سكان هذه العمارة أن الدويرة كانت مصنفة آنذاك من قبل مصالح المراقبة التقنية في خانة البرتقالي أربعة، زيادة على تقارير المصالح سالفة الذكر التي أقرت تقديم الحالة الحرجة للعمارة، والتي تتطلب من السلطات المحلية أخذ التدابير اللازمة لحماية وضمان أمن وسلامة مواطنيها. وعن أشغال عمليات الترميم التي كانت قد انطلقت فيها مصالح مديرية الثقافة لولاية الجزائر العاصمة باعتبار القصبة قطاعا تراثيا وثقافيا محفوظا، يمنع على الأفراد ترميمها إلا بموجب قانون خاص يحمي البناءات العثمانية، أوضح المتحدثون أن ذات المصالح قد انطلقت في عمليات الترميم شهر أفريل من السنة الفارطة، موضحين أن المقاولين الخواص المتعاقبين الواحد تلوى الآخر، والمكلفين بالأشغال قد قاموا بتعرية الأسقف وتهديم الجدران، وكذا نبش الأرضيات ما لم يجد نفعا حسبهم لحد الساعة رغم الشكاوى المتكررة لدى مكاتب البلدية وكذا مكتب الترميم بالمديرية، بدليل أن الأشغال لم تكتمل لحد الآن على الرغم من انطلاق موسم الشتاء الذي زاد بدوره من معاناتهم بسبب تسربات مياه الأمطار، وكذا انعدام وجود جدران بين الجيران ناهيك عن الأمراض التنفسية والصدرية التي طالت الأفراد خاصة كبار السن والأطفال جراء الهواء البارد، الرطوبة والأتربة المتراكمة بالداخل والخارج، وهو الأمر الذي أجبر أحد أرباب هذه العائلات على استئجار غرفة ب 3000 دج للشهر بذات الحي حفاظا على صحة أطفاله. وعن الموضوع كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي عمر زطيلي أن هذه الدويرة ملك خاص كما أن الترميمات الخاصة بهذه الأخيرة من صلاحيات مديرية الثقافة وحدها، وليست من صلاحيات البلدية، إلا أن المتحدث وعد هذه العائلات بحل قريب. إحصاء 136 بناية مهددة بالانهيار وترحيل 43 عائلة كشف عمر زطيلي رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية القصبة أنه في إطار القضاء على البنايات الهشة والمهددة بالانهيار فإن مصالحه قد اتخذت كل التدابير اللازمة لإحصاء العائلات المقيمة بالبنايات المهددة بالانهيار عبر مختلف أحياء البلدية، مضيفا في نفس السياق أن عدد هذه البنايات المحصاة بلغ 136 بناية والتي أغلبيتها يعود تشييدها إلى العهد العثماني وعليه أكد ذات المسؤول أن المصالح المعنية التي قامت بعملية الإحصاء قد ساهمت إلى حد كبير في تحديد مدى تضرر كل بناية متواجدة على تراب البلدية. كما أوضح أن مصادر من مديرية الثقافة لولاية الجزائر أكدت وجود 136 بناية هشة، مضيفا أن هذا العدد يتضمن 15 بناية قد تم استغلالها من طرف بعض العائلات بعدما تم ترحيل سكانها الأصليين في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. وفيما يخص عمليات الترحيل أفاد المصدر أن البلدية بصدد القيام حاليا بالتفاوض مع ملاك هذه المساكن الهشة للمساهمة من خلال التحقيق بخصوص كل قاطني هذه الأخيرة، والتي تندرج ضمن عملية الترميم لحماية هذا الموروث الثقافي والحضاري للولاية والذي يخضع لقانون القطاع المحفوظ. مشيرا في ذلك إلى أن البلدية قد قامت خلال الأسبوعين الفارطين بترحيل 43 عائلة من حي ''الأروقة الشمالية''، كانت تقطن بداخل أقبية بالقرب من ميناء الجزائر، بتوزيع 36 عائلة ببلدية ''الشراقة''، فيما رحلت سبع عائلات إلى بلدية ''الدرارية'' من الحصة الإجمالية المخصصة لولاية الجزائر العاصمة.