يرى الأستاذ عبد الوهاب ضيف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا ضرورة إجراء كشوفات طبية خاصة بداء فقدان المناعة المكتسبة '' السيدا'' للمتطوعين. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية يوم الاثنين، أنه من الأهمية بمكان التحلي بالسلوك المتحفظ إزاء الآفات الاجتماعية كالدعارة والمخدرات والمثلية الجنسية إلى جانب التحسيس المتواصل بأخطار هذا الداء من شأن كل ذلك الحد من تفشي هذا الوباء ومكافحته. أشار الأستاذ ضيف في معرض حديثه عن وضعية داء '' السيدا'' في الجنوب الجزائري إلى أن توفر عدة عناصر من بينها تواجد جالية مهاجرة وظاهرة الاختلاط بين المواطنين الجزائريين أنفسهم وبينهم وبين الأجانب سيما في منطقة الأهڤار (تمنراست) التي تعتبر منطقة عبور، تشكل خطرا كبيرا بخصوص تفشي هذه الآفة بالجنوب بل وعبر كافة أنحاء البلاد. وأضاف في نفس السياق بأن الثلاثية التي تتكون من الهجرة وتجارة الجنس والترويج واستهلاك المخدرات تعد من أبرز العوامل المشجعة على انتشار هذا الداء في بلادنا، وبالمناسبة وجه ذات المتحدث نداء يدعو فيه إلى ضرورة التحسيس بمخاطر العلاقات الجنسية خارج دائرة الزواج وأهمية تدريس التربية الجنسية بمؤسسات التعليم لاحتواء هذا الوباء والسيطرة عليه. وتشير خلية الاتصال بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بخصوص الوضعية الوبائية للداء بالجزائر إلى أنه سجل ومنذ سنة 1985 وإلى اليوم 878 حالة إصابة بمرض '' السيدا'' و3416 حامل للفيروس، منهم 506 حالة في سنة 2008 كان قد تم تأكيدها في الجزائر من طرف أحد المخابر الوطنية المتخصصة. وأشارت خلية الاتصال بوزارة الصحة في وثيقتها إلى أنه تم فتح 60 مركزا للكشف المجاني والطوعي عبر مجموع ولايات الوطن بالإضافة إلى 12 مركزا للتكفل بحاملي الفيروس وبمرضى السيدا سيما بولايات الجنوب. ويرى المختصون في مكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة في هذا الصدد بأن هذه المراكز من شأنها ضمان القيام بنشاط أكثر نجاعة بخصوص احتواء هذا الوباء والسيطرة على المعلومة المتعلقة به. وقد تم خلال سنة 2007 الفارطة إجراء حوالي 27925 فحص طوعي مما سمح باكتشاف 146 حالة لحاملي الفيروس و140924 فحص أجري منذ مطلع سنة 2008 الجارية وحتى نهاية شهر ماي المنصرم ما سمح باكتشاف 40 حالة لحاملي الفيروس وفق ذات الوثيقة، ويرى المختصون في مكافحة داء السيدا بأن الارتفاع المسجل في عدد الفحوصات الإرادية قد ساهمت فيه إجبارية تقديم شهادة الفحص قبل الزواج. واستنادا إلى نفس المختصين فإن كل ولايات الوطن مسها هذا الوباء وأجمعوا بأن ظواهر الإقصاء الاجتماعي والطلاق والتسيب والفقر والفاقة تعتبر من بين الأسباب الأخرى المساعدة على تفشي هذه الآفة.