قال محمد بن حمو النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن حزب الجبهة الوطنية الجزائرية إن ''مشاكل الأفانا أكبر من أن تختصر في شخصي بكثير''، مشددا على أن ''الحزب ليس ملكا لموسى تواتي وحده ولا أي شخص آخر، وإنما هو ملك لكل المناضلين والقاعدة الشعبية التي يحوزعليها، خاصة وأنه يمثل حاليا القوة السياسية الثالثة في البلاد". أوضح بن حمو الذي قاد تمردا على قيادة حزبه مؤخرا خلال جلسة التصويت على مشروع تعديل الدستور بعدما جر عددا من نواب ''الأفانا'' على التصويت ب''نعم'' لصالح تعديل الدستور، في اتصال هاتفي مع ''الحوار'' أمس،. إن وزارة الداخلية والعدالة هما وحدهما الهيئتان المخولتان للفصل في شرعية المؤتمر ''التصحيحي'' الأخير للحزب الذي انتخب فيه عبد الخالق الجيلالي رئيسا خلفا لموسى تواتي، كما أن مؤسسات الحزب هي الوحيدة التي بإمكانها - مثلما قال- لم شمل الحزب خاصة بعد بروزجناح معارض لتواتي الذي يقود الحزب منذ تأسيسه في سنة .1999 وتعتبر عملية التصويت على الدستور بمثابة القطرة التي أفاظت الكأس في حزب ''الأفانا'' بعدما انقسم نواب الحزب إلى جناحين، فضلا عما تبع ذلك من تطورات حيث تمكن مناضلون من الحزب من الحصول على رخصة رسمية وتنظيم مؤتمر تصحيحي للأفانا بعين الدفلى نهاية الأسبوع ما قبل الماضي، بالرغم من أن وزارة الداخلية رفضته إلا أن ذلك ترك انطباعا كبيرا بأن الحزب يشهد انشقاقا داخليا لم يعرفه من قبل، وعلى أبواب ''تصحيحية'' قوية على غرار ما عرفته وتعرفه عديد الأحزاب الأخرى. وبدا بن حمو من خلال حديثه معنا أنه تراجع كثيرا عن أقواله التي سبق وأن صرح بها للصحافة بفندق السفير الأسبوع الفارط، أين ساند ''لتصحيحيين'' جملة وتفصيلا وهاجم تواتي، وعاد هذه المرة ليؤكد أن ندوة وطنية سيعقدها الحزب يوم 19 ديسمبرالجاري بتيبازة يحضرها أعضاء المجلس الوطني، وأعضاء المكاتب الولائية للحزب، ويحضرها هو شخصيا، وهي التي سيفتح فيها -حسبه- حتما نقاش حول المشاكل الداخلية للحزب، وكيفية دخول الإستحقاق القادم، داعيا إلى ضرورة العمل على لم الشمل وتجاوز الحسابات الضيقة لفتح مرحلة أخرى في ''الأفانا''، كما طالب بعدم غلق الأبواب في وجه ''التصحيحيين'' داعيا إلى إشراكهم في مناقشة أوضاع الحزب. في هذا الشأن صرح المتحدث في رده على سؤال عن السبب الذي جعله يتراجع عن أقواله بهذه الدرجة وتخفيف شدة لهجته تجاه تواتي والموالين له بأن ''السياسة فن مطاطي'' ويقصد أنها مرنة، حيث بإمكان الشخص أن يصرح بأقوال ثم يتراجع عنها، وكأن لا شيء حدث، وقد ترك هذا التصريح الانطباع من أن بن حمو مباشرة بعد سماعه بأن تواتي التقى وزير الداخلية ، وقدم له كل التوضيحات والخلفيات المتعلقة بما يسمى ب''مؤتمر التصحيحية'' . وفي سياق متصل أشارذات المتحدث قائلا ''أنا ليس لدي أي مشكل شخصي مع تواتي أو غيره في الحزب، ولكن أريد أن ينتصر الأفانا''، معبرا على أنه يحترم ما ستصدره لجنة الإنظباط التابعة للحزب بشأنه بعد أيام.