هاجم ساعد عروس رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية في المجلس الشعبي الوطني، النائب محمد بن حمو، واتهمه بإثارة الفتنة داخل الأفانا، بعد إعادة تجديد الثقة في شخصه رئيسا للكتلة للمرة الثالثة على التوالي من طرف موسى تواتي رئيس الحزب.وقال ساعد عروس، في اتصال مع ''البلاد''، في سياق حديثة عن ''الهجمة القوية'' التي تعرض لها من طرف بعض زملائه النواب في الغرفة السفلى:''لقد طلبت شخصيا من رئيس الحزب إعفائي من رئاسة الكتلة إلا أن موسى تواتي رفض ذلك رفضا قاطعا''. وعلق عروس على هذا القرار بقوله إنه ''قرار صائب من رئاسة الحزب''، كما أشار المتحدث إلى النواب الذين قدموا اعتذاراتهم إليه شخصيا ولرئيس الحزب، من الذين كانوا في وقت سابق يرغبون في إزاحته من رأس الكتلة، وأكد عروس في هذا الإطار أنه ومن أجل الحفاظ على استقرار الحزب وتماسكه ''سأبقى على رأس الكتلة مهما كانت الظروف''، في إشارة واضحة إلى طلب تنحيته. ووصف رئيس الكتلة البرلمانية للأفانا الرسالة التي رفعها نواب في الغرفة السفلى إلى رئيس الحزب، لمطالبته بمراجعة قراره القاضي بتنصيب عروس رئيسا للكتلة لعام آخر، ب''المفتعلة'' من طرف النائب بن حمو، وقال المتحدث إن الرسالة لم يمض فيها سوى 6 أشخاص، في حين تم الاتصال هاتفيا بنواب آخرين كانوا غائبين، وأضاف عروس بأن بن حمو قام بتغليط النواب الذين ينتمي أكثرهم إلى جهة الغرب الجزائري، كما لمح في حديثه إلى احتمال وجود نوعا من التحالف بين بن حمو والنائب عبد القادر دريهم عن ولاية الشلف وأيضا عبد القادر زياني نائب عن ولاية سيدي بلعباس، للإطاحة به من رأس الكتلة البرلمانية. وأشار رئيس الكتلة البرلمانية للأفانا إلى أن موسى تواتي، رئيس الحزب، تفطن إلى الخطة التي كان بن حمو يعدها، رفقة بعض النواب لتكسير الحزب وضرب استقراره من داخل الكتلة البرلمانية هذه المرة، يضيف عروس. وعاد رئيس الكتلة في حديثه مع ''البلاد'' إلى الوراء، للتذكير بأن رئاسة الكتلة البرلمانية بالنسبة للأفانا هي من اختصاص رئيس الحزب، فرئيس الكتلة هو الذي يمثل رئيس الحزب داخل المجلس الشعبي الوطني. وأوضح عروس أنه مع افتتاح الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني في 2 سبتمبر القادم، ستأخذ الأمور مجراها، دون أن يقدم أي توضيحات، واكتفى بالقول إنها أخبار ''مهمة'' من الأفانا. للإشارة، كان موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، قد نفى في وقت سابق أن يكون طلب من نوابه مهلة لمراجعة قراره بخصوص تعيين ساعد عروس للمرة الثالثة على التوالي على رأس الكتلة البرلمانية، كما اعتبر رسالة نوابه التي رفعوها له ب ''المتناقضة''. هذا، وكان النائب عبد القادر دريهم الذي عين في منصب رئيس لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية في المجلس الشعبي الوطني، قد صرح في وقت سابق ل''البلاد''، عن توقيعه الرسالة المرفوعة إلى موسى تواتي رئيس الحزب والتي تتضمن طلب تنحية ساعد عروس من رئاسة الكتلة البرلمانية للحزب في المجلس الشعبي بسبب عزوف عروس وقلة جرأته في الطرح والمناقشة وكذا اعتماده سياسة انطوائية مع النواب، كما قال دريهم إن نائب ولاية تلمسان محمد بن حمو كان من بين المدافعين على بقاء ساعد عروس على رأس الكتلة قبل أن يغير موقفه.