احتضنت الجزائر أيام 22 و23و24 جوان الجاري أشغال المنتدى الدولي الثاني حول الأخطار الصناعية بالمكتبة الوطنية، لدراسة وسائل تأمين المنشآت الصناعية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتقليص من الخطر البيئي المترتب عن النمو الاقتصادي في نفس السياق. وسمح هذا اللقاء المنظم على مدار ثلاثة أيام برعاية وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة . بمشاركة وزارة الطاقة والمناجم للمشاركين الوطنيين والأجانب بمناقشة عدة مواضيع سيما الخطر الأمني والتنمية المستدامة وتسيير الخطر البيئي وأدوات ومناهج تسيير الأخطار، وأخرى تدور حول التسيير والتثمين المستديم للنفايات الصناعية وخطر الصحة في العمل. وفي مداخلاتهم قدم ممثلو شركتي سوناطراك وسونلغاز عرضا عن مختلف الأنظمة المتعلقة بالنظافة والأمن والبيئة التي يتم تطبيقها على مستوى هاتين الشركتين الوطنيتين. وفي هذا السياق أكد مدير الوقاية والأمن بشركة سونلغاز مولود حاليتيم أن شركته بصدد إجراء إعادة تنظيم وذلك لإنشاء هياكل النظافة والأمن والبيئة على مستوى المقر الرئيسي للشركة ومختلف فروعها طبقا للأحكام المنصوص عليها في النظام الصادر سنة 2005 الذي يحدد شروط إنشاء منظمات وعمل مصالح النظافة والأمن. وأكد باحث بمركز ''سي. أن. أر. أس'' الفرنسي فريدريك في عرضه على ضرورة التطرق إلى الخطر الصناعي أو البيئي من خلال التخصصات المتعددة للمتدخلين، مضيفا أن التحكم في الخطر لا يتوقف فقط على الصناعيين والسلطات العمومية ولكن يشمل أيضا المواطنين. وأشار خبير جيرار لاهاي من المعهد الفرنسي للبيئة الصناعية والأخطار إلى أهمية الأمن كعنصر فعال وضروري في التنمية المستدامة، مؤكدا في هذا السياق إلى هشاشة المؤسسات أمام الأخطار الطبيعية والصناعية التي تترجم كذلك بتدهور سمعتها. وبالموازاة مع هذا اللقاء يتم تنظيم صالون حول الأخطار الصناعية بهدف تمكين محترفي القطاع الجزائريين والأجانب من الإطلاع على التقنيات الجديدة المتعلقة بالأمن الصناعي. وقالت ثرية بلعديس مسؤولة الصالون الجزائري للأخطار الصناعية في دورته الثانية أن الهدف منه إعطاء نظرة عامة وشاملة عن الخطر المهدد للمحيط والإنسان، وتحسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالحلول والتقنية المتاحة للاستفادة منها، والاحتكاك بالخبرة الأجنبية في نفس السياق للوقاية من الأخطار. ونظمت مؤسسة سوناطراك بولاية سكيكدة بالتعاون مع جامعة السانية الملتقى الدولي الأول حول الأخطار الصناعية بالجزائر يومي 17و19 جانفي ,2006 حيث تطرق الحضور الى موضوع الأخطار الصناعية والتكنولوجية وتأثيرها على البيئة المحيطة. وحضر هذا الملتقى شخصيات وطنية وعلى رأسهم وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل الذي ألقى بالمناسبة كلمة، شدد فيها على ضرورة العمل على عدم تكرر كارثة مركب '' GL1/K '' والكارثة الأخيرة في مركب '' RA1/K '' لتجنب عواقب وخيمة حصلت في دول صناعية شبيهة . وعرف الملتقى توافد عدة أخصائيين وطنيين ودوليين من أمريكا، ايطاليا، فرنسا، كندا والعارفين بالمجال الخاص بالطاقة الصناعية، بغية فتح الناقش والحوار لتبادل الخبرات والآراء المتعلقة بالموضوع الذي صار يكتسي أهمية وجرى الحديث عنه بقوة في الآونة الأخيرة نتيجة تكرار الكوارث الصناعية في سكيكدة وما شهدته منطقة حاسي مسعود، بجاية، أرزيو وحتى الرويبة بالجزائر العاصمة. وتطرق المتدخلون إلى جوانب عدة فأشاروا إلى الطرق المؤدية لمعرفة وتحليل وتقييم الوقائع والوقاية من الأخطار والحوادث وجانب الصيانة وضرورة أن تكون الأنظمة أكثر حيوية وفعالية، وكذا تطرقوا إلى مواضيع الصحة والعمل والبيئة وعدة مواضيع أخرى .