انطلقت بحر الأسبوع الجاري الدورة التدريبية الجزائرية الثانية في بكين لمهندسي البناء والأشغال العمومية في تخصصات تضم بناء وتشييد الطرق السريعة، لفترة تمتد إلى ما يقارب 40 يوما لفائدة 81 مهندسا، بعد أن أقدمت الصين على تدريب المجموعة الأولى من العاملين الجزائريين العام ,2007 تبعها إرسال بعثة من 70 مهندسا شهر فيفري الفارط. وتعد الدورة التكوينية الثانية للمهندسين الجزائريين في بكين جزءا من اتفاق بين الحكومة وعدد من الشركات الصينية لاستكمال الورشات الكبرى التي باشرتها الجزائر في السنوات القليلة الماضية، أين تعهدت شركات صينية مختصة في بناء الجسور، تمهيد الطرق، وحفر الآبار بتدريب المهندسين الجزائريين في مجالات البناء والتشييد، إلى جانب العمل على استثمار ما يقارب 10 ملايين أورو في إنشاء وإدارة مدرسة الهندسة المتقدمة في الجزائر، وأوردت وكالة الأنباء الصينية في هذا الإطار، أن البعثة الجزائرية ستستفيد من تكوين لمدة 40 يوما في مجلات أكاديمية محددة، مع التركيز على تصميم الطرقات، الهندسة المدنية، إدارة العمليات، إلى جانب تعلم اللغة الصينية لتسهيل التعامل مع العمال الصينيين المتواجدين بالجزائر، مشيرة إلى أن البعثة ستتوزع ما بين جامعة ''جياوتونغ'' الواقعة شمال العاصمة بكين، وجامعة ''نانجينغ'' في جنوبها، بالنظر إلى الحاجة الملحة من الطرف الجزائري لتسريع انجاز المشاريع، خاصة منها ما يتعلق بمشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يعد شريان مواصلات رئيسي في الجزائر، وطريقا استراتيجيا هاما للدول على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط حسب ما ذكرته الوكالة، ويتحلى بذلك بأهمية عظمى بالنسبة إلى دفع تنمية اقتصاد الجزائر وحتى المناطق الإفريقية الشمالية. وفي هذا السياق أوضح سفير الجزائر لدى بكين في تصريح لوكالة الأنباء الصينية أن هذه الدورة تعد حاجة ملحة للمهندسين الجزائريين للتحكم في التقنيات الحديثة في مجال البناء والمساهمة في رفع فعاليات العمل، حيث ترتكز بالخصوص على مساعدتهم في تحسين مهارة الإنتاج والإدارة، إلى جانب المساهمة في تعريفهم على مفهوم الإدارة المتقدمة للمؤسسات الصينية، ومساعدتهم في التفاهم مع العمال الصينيين في مجال الإدارة بعد عودتهم إلى أرض الوطن.