وقعّت الجزائر والصين أمس، على أربع اتفاقات لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية والأشغال العمومية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المكلف بالصحافة والاتصال السيد لي تشانغتشون إلى بلادنا· وشملت الاتفاقات الثلاثة الأولى الموّقع عليها من قبل الأمين العام لوزارة الخارجية السيد عبد المجيد بوقرة عن الجانب الجزائري وكل من السيد ويل شيانغيو نائب وزير التجارة والسيد جي بينغشوان نائب وزير دائم بقطاع الاتصال بالمجلس المركزي للحزب الشيوعي عن الجانب الصيني، اتفاقا لتبادل رسائل حول إرسال مهمة خبراء صينيين لدراسة وانجاز مشروع تشييد أوبرا بالجزائر، يتم تمويله من قبل الصين وذلك في إطار هبة منحتها للجزائر، بينما يشمل الاتفاق الثاني التعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية ويتعلق الاتفاق الثالث بمحضر استلام· أما الاتفاق الرابع الموّقع بين البلدين خلال الحفل الذي أشرف عليه كل من وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني السيد لي تشانغتشون، فيتضمن انجاز معهد عال لتسيير المشاريع الكبرى في مجال الأشغال العمومية بالحظيرة التكنولوجية لسيدي عبدالله، بتمويل من قبل المجمع الصيني "سيتيك سي أر سيسي"، المشرف على انجاز الشطرين الاوسط والشرقي لمشروع الطريق السيار شرق - غرب· ويندرج هذا الاتفاق الذي وقعّه السيد محمد خلادي المدير قسم البرنامج الجديد بوزارة الأشغال العمومية والسيد هيا دون جيي المدير العام للمجمع المذكور في إطار تطبيق البند ال16 للعقد الخاص بمشروع الطريق السيار المتعلق بالمرافقة والتكوين ونقل التكنولوجيا· وتُقدر التكلفة الإجمالية لهذا المعهد العالي الذي ستنطلق أشغال إنجازه على مساحة 10 هكتارات بمدينة سيدي عبدالله في جوان المقبل، ب10 ملايين أورو، وهو موجه لتكوين إطارات جزائرية وإفريقية في مجالات تسيير وإدارة المشاريع الكبرى المهيكلة، ويُرتقب استكماله بعد 18 شهرا من الأشغال على أن يكون جاهزا مع نهاية مشروع الطريق السيار· وتجدر الإشارة في السياق إلى تواجد 70 مهندسا جزائريا من مختلف تخصصات الأشغال العمومية منذ 22 فيفري الماضي بجمهورية الصين الشعبية في إطار دورة تكوينية تستغرق 38 يوما، يشرف عليها المجمع الصيني "سيتيك سي أر سيسي"· من جانب آخر استقبل السيد لي شانغشون عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المكلف بالصحافة والاتصال، صبيحة أمس من قبل رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم· وكان المسؤول الصيني الذي حل بالجزائر مساء أول أمس، في زيارة عمل تدوم ثلاثة أيام، أوضح في تصريح كتابي أن زيارته تهدف إلى تبادل الآراء مع القيادة الجزائرية حول سبل زيادة توطيد الصداقة التقليدية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وكذا تطبيق التدابير المتبناة في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، علاوة على بحث القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك· وأشار المتحدث إلى أن التأسيس لعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الجزائر والصين، سنة 2004 مكن من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى المستوى الجيد، مبرزا في السياق الأهمية التي تحظى بها الجزائر إسلاميا وعربيا وإفريقيا ودورها المتميز على الساحتين الدولية والإقليمية· كما أشاد السيد تشانغتشون بالمكاسب "اللافتة للأنظار" التي حققتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولا سيما في الحفاظ على الاستقرار المحلي وتدعيم المصالحة الوطنية وإنعاش الاقتصاد الوطني، مؤكدا بأن الصين والجزائر تربطهما صداقة تقليدية عميقة، يتجلى في تعاطف وتضامن شعبي البلدين على المدى الطويل في نضالهما ضد الإمبريالية والاستعمار وكفاحهما من أجل الاستقلال والتحرر الوطنين· وذكر المسؤول الصيني في هذا الصدد بالتطور المستمر الذي يشهده التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما· ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين، حيث صمد التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وشهد دفعة قوية خلال السنوات الأخيرة مع توطيد العلاقات الثنائية من جهة والعلاقات المتعددة الأطراف من جهة أخرى· ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والصين، مباشرة بعد تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة في سبتمبر 1958، تنامت التبادلات بين البلدين وتكثفت الزيارات بين كبار قادة البلدين، وأعطت العلاقات السياسية الجيدة بينهما دفعة قوية للتبادلات الثنائية والتعاون في الاقتصاد والتجارة ومجالات أخرى كالبناء والأشغال العمومية· ووفقا لإحصاءات وزارة التجارة الصينية، فقد بلغت قيمة المبادلات بين البلدين 3.83 مليار دولار في2007، مسجلة زيادة بنسبة 83 بالمائة مقارنة بعام 2006· بينما توجد حاليا في الجزائر حسب المصدر قرابة 40 شركة صينية تعمل في مجالات متعددة من أهمها تشييد الطرق والمباني والاتصالات والطاقة والموارد المائية والنقل·