"الفجر" التقت بالكاتب عمار بلخوجة، وكان لنا معه هذا الحوار: اليوم وأنت تشهد ترجمة أحد أعمالك إلى اللغة العربية، ما هو انطباعك حول هذا الحدث؟ ++ هذه أول ترجمة لكتبي من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، وهذا حدث مهم جدا بالنسبة لي، لأن قراءة الكتاب ستتوسع إلى القراءة باللغة العربية. الترجمة مست كتاب "الأمير عبد القادر..لا سلطان ولا إمام". لابد أن الكتاب مهم ويضم بين طياته العديد من الخفايا حول شخصية الأمير عبد القادر.. هلا أعطيتنا لمحة عن فحوى هذا الكتاب؟ ++ محتوى كتاب "الأمير عبد القادر..لا سلطان ولا إمام"، هو أنه كما نعلم أن الأغلبية منا لاتعرف عنه سوى العموميات، لكن أردت من خلال مؤلفي هذا أن أعرّف القارئ بجوانب أخرى من حياة الأمير عبد القادر، حيث تطرقت إلى العديد من المحطات التي ميزت حياة الأمير، فالأمير محامي الكتاب والمحافظ عليه، فيشهد التاريخ أنه طالما قام بجمع المخططات وحاول ترتيبها، وكذا تأسيس مكتبة، كما كان يقوم بمعاقبة الجنود الذين يعرف أنهم قاموا بتخريب مخطوط أو كتاب ما. من جهة أخرى حاولت من خلال كتابي الربط بين الأمير عبد القادر والسينما الجزائرية باعتبارها إحدى المجالات الحيوية. كيف قمت بالربط بين السينما والأمير؟ ++ في البداية أقول يؤسفني أنه بعد 46 سنة من الاستقلال ولحد اليوم لا توجد أعمال سينمائية تخلد بطولات هذا الرجل العظيم، فالكتاب وحده لا يفي بالغرض، لأنه كما تعلمون الكتاب يطبع في عدد محدود من النسخ، وبذلك لن يستطيع الكل الإطلاع عليه، ولكن السينما ستمكن عددا أكبر من المواطنين من الإطلاع عليه، فالوسائل السمعية البصرية تلعب دورا مهما للتعريف بالأعلام، وأظن أنه أقل شيء يمكن تقديمه للأمير هو تقديمه في فيلم تاريخي يليق بمكانته. نعود إلى الكتاب لنتساءل عن سبب اختيارك للشخصية التاريخية؟ ++ أعتقد أنه بما أننا لم نعط حقا للماضي، من الضروري أن ننصفه اليوم. فهناك الكثير من الحقائق التي لم تكتب بعد من كلامك أفهم أن الكثير من الحقائق لاتزال مغيّبة حول تاريخ الجزائر وأعلامها؟ ++ نعم، تاريخ الجزائر لم نكشف عنه بعد، وأعلام الجزائر لازالوا لم يأخذوا حقهم بعد من الكتابة والنشر والمحاضرات، فمثلا الآن تحدثنا عن الأمير عبد القادر ولكن يجب الحديث أيضا عن رفقائه، ومنهم محمد بن علال وهو من رفقاء الأمير الأوفياء، وكذا حميد بركاني وبن سالم. ثمانية حلفاء لا أحد تحدّث عنهم ودخلوا طي النسيان على الرغم من مساندتهم للأمير في نضاله ومقاومته للغزو الفرنسي، إضافة إلى رفقاء مصالي الحاج، فرحات عباس، وبن باديس. كيف ترى واقع النشرفي الجزائر؟ ++ النشر في الجزائر قطع مسار كبرا جيدا في هذه ال 15 سنة أو20 سنة الأخيرة. أتكلم عن تجربتي شخصيا.. كانت لدي مخططات موجودة، لكن دور النشر شيء قليل تحولت بكتاباتي ولا أحد من ينشر لي، وخصوصا في التاريخ فمنذ الإستقلال إلى يومنا هذا تخلينا عنه في المدرسة والثانوية والجامعة، وحتى في النظام السياسي. لكن في العشرية الأخيرة دور النشر موجودة بكثرة حيث توجد دور نشر وطنية تقوم بطبع كتب جيدة، والتاريخ له نصيب فهو حاضر من خلال هذه الدور، حيث نجد مؤرخين ينشرون ونجد كذلك مذكرات حول الحركة المسلحة والمقاومة، وهذه المذكرات تساعد الباحث وتساعد المؤرخ كذلك حيث تقدم له معلومات جديدة كانت تنقصه، فمنذ 20 سنة كان التاريخ ممنوعا في هذا البلاد، لذا من الضروري تدعيم كتابة التاريخ حيث نساهم في تكوين شخصية أولادنا. ما تعليقك حول المقروئية في الجزائر؟ ++ هناك نهضة. أعتقد أن هناك أمل لتوجه الشباب اليوم إلى القراءة، أقول.. قبل الكتابة القراءة. هل لديك مشاريع أخرى؟ "ملفات الحركة الوطنية.. رجال وشهادات" استغرقت 10 سنوات في تحضيره، فمثلا "علي الحمام" هذا الرجل الذي ناضل في عزلة في الحركة الوطنية. كان من الضروري أن أتنقل إلى تونس والمغرب من أجل البحث عن الحقائق، فكتاب التاريخ ما يطول فيه هو البحث عن الحقائق والوثائق والشهادات. هل لديك عمل جديد تحضره؟ نعم أنا بصدد التحضير لكتاب جديد هو عبارة عن بحث في مأساة الشعب الجزائري "مجاعة 1920".