تعرضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام لأقوى ضغط سبّبه ضعف الاقتصاد وتباطؤ الطلب التي طغت عليها بوادر الركود الاقتصادي، بالاضافة إلى تأثرها بقرار اوبك يوم الاربعاء الماضي بوهران على خفض انتاجها بواقع 2.2 مليون برميل يوميا لاحياء الاسعار المتداعية التي تضررت من هبوط الطلب على الوقود. وواصلت أسعار النفط انخفاضها الحاد، سجلت أثناء التعاملات ظهر اول أمس إلى أدنى معدل لها منذ خمس سنوات، حيث سجل الخام الأميركي من نوع غرب تكساس الخفيف تسليم جانفي المقبل 44ر33 دولاراً قبل أن يعود للارتفاع الطفيف إلى 15ر34 دولارا، في الوقت ارتفع مزيج برنت في لندن بمقدار 79 سنتا إلى 15ر44 دولارا، علما بأن سوق لندن يغلق قبل سوق نيويورك بعدة ساعات، كما يشار إلى أن أسعار النفط هبطت أكثر من 110 دولارات منذ تسجيلها المستوى القياسي المرتفع البالغ 27ر147 دولارا في جويلية الماضي. وأرجع الخبراء هذا الانخفاض الحاد إلى التوقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي وتعرض الاقتصاديات الكبرى في العالم للانكماش، كما قال المتعاملون إن أسبابا فنية وراء انخفاض السعر حيث إن يوم الجمعة كان آخر أيام التعامل بالعقود الآجلة لشهر جانفي المقبل، ومن المعتاد أن يحدث تفاوت كبير في الأسعار في آخر أيام التعاقد، كما لم تفلح قرارات منظمة البلدان المصدرة للبترول ''أوبك'' بخفض سقف الإنتاج اليومي اعتبارا من أول الشهر المقبل بنحو 2.2 مليون برميل في الحد من هبوط الأسعار. وتوقع شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''اوبك'' أول امس أن تستقر اسعار النفط قرب مستوياتها الحالية في ديسمبر قبل أن تحدث تخفيضات انتاج أوبك أثرها في تعزيز السوق، في الوقت الذي عبر فيه كثير من الوسطاء عن شكوكهم في أن ينفذ أعضاء المنظمة التخفيضات المتفق عليها كاملة، الامر الذي سيترك مزيدا من التأثير في الاسعار.