يكن تقديرا خاصا للشباب الجزائري ويعده نموذجا في التضحية والحس النضالي للشباب العربي كما أنه من المعجبين والمعترفين باستثنائية التجربة الشعرية الجزائرية المتميزة حسبه بقوة اللغة ورهافة الإحساس ما جعلها تحتل مرتبة ما فوق الشعر.. تفاصيل هذه المشاعر الطيبة وهذا البوح الصادق للشاعر العراقي عباس جيجان نتناولها في هذا الحوار الذي أجريناه معه عند زيارته للجزائر. كيف رأيت تفاعل الشباب الجزائري مع القضايا العربية الراهنة من خلال تفاعلهم مع قصائدك الوطنية؟ -- الوطن العربي كله يمر بهجمة شرسة، العراق، فلسطين، لبنان، كل الشعب العربي، الكل يحس بهذه الهجمة نحن نرى شبابا متحمسا رافضا لفكرة الاستعمار وهم بذلك يقتدون بالشباب الجزائري هذا الشباب العظيم الذي قاد ثورة عالمية ووقف وقفة عظيمة وقدم الملايين من الشهداء التي نعلم بها والتي لا نعلم بها، الشباب الجزائري مثال لكل شاب عربي في التضحية والإقدام وحبه لوطنه، رأينا كل الشباب العربي متعاطفا مع العراق، لبنان، فلسطين، بصورة رائعة وعظيمة خاصة الشباب الجزائري وهذا حس عظيم جدا. إذن أنت ضد فكرة أن الحس الوطني بدأ يفتر أو ينعدم عند الشباب؟ --هذه الفكرة خاطئة وغير ممكنة ولا يجب أن يطرح موضوع الحس الوطني أصلا، صحيح أننا نلاحظ دائما بعد التحرير حدوث استرخاء لكن ليس معناه فتورا او انعداما في الحس الوطني، رأينا شبابا ذا حس عالي في كل دولة عربية وخصوصا الجزائر لأنها مثال للتحرر العربي من غير الممكن ان يتخلوا عن هذه القيادة، ولذلك لا يجب طرح الحس القومي أبدا. يقال أن الكلمة ماتت أو تصارع الموت ما قولك؟ --أنا اختلف معك طبعا واختلف مع من يؤيد هذه الفكرة فبالعكس مازال الوقع الخاص والقوي للكلمة وهي مؤثرة خاصة القصيدة والشعر ديوان العرب الذي ينسجمون ويتعاطفون معه وأنا اكتب الشعر باللهجة العراقية يعني الشعر الشعبي وكنت خائفا جدا من اللهجة وقلت في نفسي كيف أتكلم باللهجة العراقية والجزائريون لا يفهمونها لكن حين قرأت للجزائريين شعري رأيت شيئا عجيبا الكل يفهمني ويصفق لي وحتى وقفوا لي ولذلك أقول: الشعر إحساس على مر العصور لا يفتر. هل الألم هو الذي يحرك قلمك أم الأمل؟ -- والله إن الألم أكثر من الأمل فأنا من بلد دمه مستباح من شعب العراق هذا الشعب المذبوح، نساء تندب، أطفال يتامى وما يحز في نفسي ويؤثر فيّ أكثر هو دمعة طفل كما توقفني عن الإلقاء دمعة امرأة. مع هذا أنت متفائل جدا. -- نعم أنا متفائل لأن التفاؤل دائما يعطي النضال والجهاد والمقاومين أملا والعراق متعود على الاحتلالات من هولاكو الى الفرس والأتراك والماغول والانجليز والأمريكان ونعرف كيف نخرجهم كما أخرجنا كل محتل من قبلهم. متى يتوحد الشاعر مع القصيدة ومتى ينفصل عنها؟ -- الشاعر في كتابته للقصيدة يعيش موضوعها ويتوحد مع القصيدة وهو لا ينفصل عنها بل يبقى فيها، فانا أعيش القصيدة في جو خاص ولا أنفصل عنها أبدا والشاعر إحساس الناس وقصيدته تمثله. معروف عن العراقي لغته القوية المميزة كيف رأى عباس جيجان اللغة الشعرية عند شعراء الجزائر وهل هناك فرق؟ --لا يوجد فرق فأنا سمعت لكل المغاربة في الشعر الشعبي والفصيح وأنا معجب كثيرا بلغتهم القوية والرقيقة كما سمعت لجزائريين يكتبون بلغة قوية ورومانسية، والله هم شعراء وفوق الشعراء والذي أعجبني كثيرا هو الشاعر بوزيد حرز الله انه شاعر مجنون وأقول بالمناسبة لكل الشعراء لابد أن تكونوا مجانين مثله وإلا فلستم شعراء.