اختتمت أول أمس فعاليات الطبعة الثالثة لعكاظية الشعر العربي في الجزائر تحت شعار "القدس في ضمير الشعر العربي" بحفل فني وأمسية شعرية ميزها الإلقاء المتفرد للشاعرين المصري أحمد بخيت والشاعر العراقي سعد جيجان بالإضافة إلى المشاركة المتميزة للشاعر إبراهيم صديقي. اكتظت قاعة الموقار بالوافدين للاستمتاع بما جادت به قرائح الشعراء العرب المشاركين في عكاظية الشعر العربي في الجزائر، خاصّة وأن الإعلام والتلفزيون لعب دوره في الترويج لها عن طريق بث الأمسيات الشعرية، حيث عرف حفل الاختتام حضورا قويا للشباب والعائلات، واهتزت القاعة لكل كلمة معبّرة حماسية ولكل نطق بكلمة القدس وتخلّلت الإلقاءات العذبة تارة والحماسية تارة أخرى، أغاني وطنية تغنت بالقدس وفلسطين والجزائر والعزّة والكرامة والوطن والقضية. كانت بداية الحفل مع أغنية فلسطينية قدمها المطرب القادم من قلب القدس جميل السايح الذي تغنى بحبه للقدس وغربته وعشقه لبيت المقدس وبالشعب البطل الصامد، مع عزف جميل على العود تجاوب معه الجمهور بتصفيق خفيف متناغم مع الموسيقى الحنونة حنان بيت المقدس. كان أول المغردين على أسوار القدس الشاعر الجزائري والأديب عز الدين ميهوبي بنصين الأول مهدى ل"جيلو ديكابوتو" الايطالي المدافع عن القضية الفلسطينية والثاني مقاطع من قصيد "للملائكة نبوءات"، ليليه الشاعر الأردني طاهر الرياض بقصيد "ما في الجبة من أحد" التي تفاعل معها الجمهور وكانت تحكي الهّم الفلسطيني ويقول في آخر مقاطعها " "حسبي إني ولدتني كل نساء الأرض ...وامرأتي لا تلد". كما قدم الشاعر قصيدة إلى روح محمود درويش مطلعها " أعدوا المراثي له سيموت وتبقون بعده...Hعدوا له الخبز والخمر واللحم مما طهته على مهلها الشمس". ثم جاء من تونس الخضراء الشاعر محمد الصغير ولد احمد الذي قدم كذلك قصيدا إلى روح محمود درويش، ليتوقف الجميع عن الكلام المباح ويتركوا المجال للطرب والغناء مع متخرج ألحان وشباب عبد الله الكرد الذي أدى أغنيتين اهتزت لهما القاعة "أولى القبلتين" لأصالة نصري والثانية "يا بلادي لعبدو درياسة. لتتواصل وصلات الشعر وسط اهتمام بالغ للحضور وانتظار مقيت لما يجود به الهام القوافي وانصهار المشاعر والصوت أنثويا جاء هذه المرة قادما من العراق للشاعرة سارة طالب سليم بلباس، ليتواصل معها الشاعر اليمني أحمد علي المعرسي في قصيدة رائعة في مدح الرسول (ص) ومقام الرسول (ص) ليقول في إحدى مقاطعها "المصطفى سيد الدنيا نعاله تاج أحلام السلاطين". لتعود الدائرة إلى الجزائر ومع قراءة غزلية متميزة لصاحب الحنجرة الجميلة والشعر الرائع إبراهيم صديقي الذي ألهب القاعة غزلا وجمالا وأعاد الجميع إلى ليال بغداد والموصلي وكان فارسا من فرسان الجزائر في الشعر. تواصلت السهرة التي كانت أكثر من رائعة على المستوى الشعري والغنائي بنشيد أني اخترت يا وطني من أداء نور الدين طيبي، أما مسك الختام ومسك الأمسية بلا منازع فكانا الشاعرين المصري أحمد بخيث والعراقي سعد جيجان، حيث حرّك الشاعر المصري القاعة وهزّ الحضور بقصائد لم يذكر عناوينها، لكن يقول في إحدى مقاطعها "صوتي صوت النيل والنيل لا يتكلم العبرية" وفي أخرى يقول "ملوك على عرش جفاء القلوب عراة الجباه ...جبال وتبصرنا خشعا ...إذا قال أطفالنا آه" الشاعر المصري لم ينس العراق وقدم قصيدا رائعا أهداه للعراق بعنوان "ثلاثون عاما"، كان آخر ما أنشده قبل أن يترك المنصة تحت تصفيق حار للجمهور، ليسلم المشعل لمجنون الشعر الآخر والذي قدم من العراق يحمل كل ما في العراق من لهجة ولكنة وغضب وثوران انه الشاعر سعد جيجان الذي قرأ أروع قصائده التي عرفه بها الجمهور الجزائري عبر التلفزة قدمها لوزيرة الثقافة خليدة تومي وهي "رسالة إلى الرئيس اوباما" والتي اضحك بها الحضور وأبكى بها كذلك. واختتمت العكاظية بأخذ صورة تذكارية للشعراء والسفراء مع ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم ووزيرة الثقافة على موعد مع الطبعة الرابعة التي سينتظرها الجميع