احتفلت مؤسسة فنون وثقافة أول أمس بالذكرى العاشرة لتأسيسها والتي تعود إلى سنة 1998 في إطار الأيبيك. بقلب العاصمة تنبض هذه المؤسسة التي تهدف إلى ترقية الفعل الثقافي والفني ضمن استراتيجية ورؤية ثقافية خاصة. وبهذه المناسبة أصدرت المؤسسة نشرية تضم حصيلة 10 سنوات من نشاطها في الساحة الثقافية والفنية الجزائرية تشرح من خلالها جملة المشاريع المنجزة خلال هذه المدة، وكذا الخدمات العمومية التي قدمتها للمواطنين، حيث فتحت الهيئة أبوابها لاستقبال كافة الطاقات الإبداعية التي تزخر بها بلادنا. تطور نشاط مؤسسة فنون وثقافة حسب فئة التنشيط بعد عام 2000 واجهت هذه الهيئة عدة تحديات ورهانات وعملت على تلبية متطلبات الفاعلين في الميدانين الثقافي والفني سيما ما تعلق بالاهتمام بعنصر الشباب والأطفال المبدعين على وجه الخصوص، هذه الشريحة التي حظت أعمالها بحصة الأسد من جملة نشاطات المؤسسة، بنسبة تفوق 51 بالمائة أي ما يعادل 4421 نشاط من مجموع 8626 نشاط. وتعكس هذه الأرقام في المقام الأول السياسة التي باشرتها المؤسسة في مجال التنشيط الذي يميل إلى تفضيل النشاطات الموجهة إلى هذه الشريحة التي لها أهمية بالغة في تطور المجتمع الجزائري، وبالإضافة إلى هذه النشاطات تشير إحصاءات المؤسسة التي تحصلت ''الحوار'' على نسخة منها إلى ما يقارب 1892 نشاط استعراضي برمج خلال السداسي الفارط والذي شمل مختلف الفئات، وتأتي العروض الفنية وكذا المهرجانات في المرتبة الثانية بعد عروض الأطفال، حيث تكشف الحصيلة عن ارتفاع العروض الفنية من خلال تلك السهرات والحفلات الفنية الكلاسيكية والعالمية وحتى الوطنية المبرمجة خلال العشر سنوات الماضية. العروض السينمائية والمسرحية قدمت المؤسسة في ظرف 10 سنوات أزيد من 888 عرض سينمائي بنسبة 3 ,10 بالمائة من النشاطات الإجمالية لهذه الهيئة، وهو دليل قاطع على الاهتمام الذي توليه المؤسسة للفن السابع باعتباره فنا شعبيا مميزا يسهم في التكوين الثقافي والفني والتعليمي للمواطن، كما عملت المؤسسة أيضا على استرجاع عدة قاعات عرض ووضعتها في متناول المخرجين والمسرحين المحترفين وأصحاب المواهب. وقد اعتبرت المؤسسة الفن الدرامي بجميع أشكاله التعبير الأكثر تقدما عن الأشكال الفنية الأخرى، حيث أنتجت المؤسسة عدة مسرحيات من هذا النوع بالتعاون مع هيئات ثقافية جزائرية وأخرى فرنسية. هيئة ثقافية ولدت في إطار منظور التغيرات المنتظرة سطرت مؤسسة فنون وثقافة عدة مشاريع تصب في خانة ترقية التنمية الثقافية في العاصمة أعطت خلالها الفرصة للطاقات الإبداعية التي تقطن في مختلف ربوع الوطن إيمانا منها بكفاءات وقدرات الشباب المبدعين على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم وميولهم الفكرية، إضافة إلى احتضانها لملتقيات فكرية جد هامة والتي تدخل في نطاق المساهمة الفعالة في الحركة التثقيفية الجزائرية. وفي سنة 2005 بادرت فنون وثقافة بتنظيم استعراضات ذات بعد دولي مثل الحفلات التي أحياها فنانون أمثال سيزاريا ايفورا وروبير شارلبوا وناتاشا اطلس.أما سنة 2007 فتميزت بتثمين التراث الفني الوطني بينما عرفت سنة 2008 تنظيم نشاطات ثقافية تحت عنوان ''ثقافة وذكريات وذاكرة''.كما أعطت المؤسسة إشارة انطلاق نشاطات لفائدة طلبة المعاهد الموسيقية إدراكا منها للدور الأساسي للمعاهد الموسيقية في تكوين الصحوة الفنية للشباب، ووسعت نطاقها عن طريق فتح مدارس فنية جديدة في جميع أنحاء ولاية الجزائر.