قدم الدكتور أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية أمس حصيلة نشاطات مؤسسته الخاصة بهذا الموسم، مثمنا كل ما قامت به من نشاطات فكرية وفنية، مؤكدا وبكل ثقة أن مؤسسته تقود حاليا قاطرة الثقافة في الجزائر. في البداية أشار الزاوي أن المكتبة الوطنية لا تدخل في عطلة أبدا ومن يعتقد غير ذلك فهو على بهتان وستواصل عملها اليومي من التاسعة صباحا الى الثامنة ليلا على أن تضاف ساعتان (إلى غاية العاشرة ليلا) ابتداء من الموسم القادم. كما اعتبر حفل أمس ماهو إلا حصيلة لنشاطات المكتبة ولا يعني بداية العطلة. استرسل بعدها الزاوي في تقديم حصيلته لهذا الموسم والذي اعتبره امتدادا لنشاطات المكتبة خلال السنة الفارطة المصادفة لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية هذه التظاهرة التي كانت فيها المكتبة مركزا للمشهد الثقافي في الجزائر، كما كانت مفتوحة أمام الوفود الرسمية الأجنبية، واستقبلت العديد من الوجوه الثقافية العربية والعالمية. عبّر الزاوي عن افتخاره ببلوغ المكتبة رقم مائة وستة آلاف قارئ (مشترك) وهو رقم قياسي لم تصل إليه أية دولة عربية، إضافة الى قرار المكتبة، الذي صدر منذ 3 سنوات والقاضي ياستبعاد تلاميذ الثانويات من التسجيل والاكتفاء بالنخب (الطلبة الجامعيين، الطلبة الباحثين، الأساتذة والمهتمين بالشأن الثقافي والعلمي). راهن الزاوي على بلوغ مليون قارئ في سنة 2010 (زائد ملحقات المكتبة التي قد تصل الواحدة منها الى 25 ألف قارئ). إن الرهان على الكتاب هو الرهان الحقيقي، حسب الزاوي سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادي أو الحضاري وستعم فائدته دور النشر والجامعات وتساهم في تحضرالمجتمع الذي سيمتلك أداة فعالة لمواجهة الأزمات. من جهة أخرى دعا الزاوي الى ضرورة الخروج من ثقافة الدوار والدشرة والانخراط في الثقافة العالمية، واحترام الرأي الآخر، والتقارب بين صناع الثقافة والفكر بعيدا عن الاعتبارات الضيقة. الزاوي أشار أيضا إلى دور المكتبة في تقديم صورة الجزائر الحقيقية سواء على الساحة العربية أو العالمية وهو الأمر الذي بينته الصحافة العربية والأوربية. كما أصبحت هذه المؤسسة الثقافية مرجعا ثقافيا مهما في الساحة المتوسطية او العالمية إضافة الى أنها تحتوي على أهم رصد وثائقي (3 قرون) في منطقة المغرب العربي مما جعل الباحثين يقصدونها بكثرة وذكر الزاوي بشأن هذه النقطة أن وفدا رسميا من المكتبة الوطنية، بباريس زار المكتبة الوطنية واندهش لما فيها من وثائق لا تملكها في مكتبتها. كل هذه الانجازات تمت بميزانية ضعيفة جدا جدا" كما وصفها الزاوي لذلك ناشد الوصاية بتخصيص ميزانية تليق وبهذه المؤسسة كما طالب بتوسيع حظيرة المكتبات المتنقلة من خلال الاستفادة من 15 مكتبة متنقلة. لم يكتف الزاوي بتقديم حصيلة الموسم 2008 ليعلن عن بعض المشاريع والآفاق التي تنوي المكتبة تحقيقها سواء على المدى القريب أو المتوسط. ففي سنة 2009 ستتعاون المكتبة الوطنية مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال حيث ستقدم الوزارة ترخيصا مجانيا لإرسال كتب إلى 120 وجهة، إضافة الى الإعارة عن بعد للمشتركين في المكتبة خاصة من الخارج. كما يأمل الزاوي في تأسيس مرصد القارئ والقراءة، علما أن الاحصائيات الخاصة بهذا الجانب غير منهجية وتعمل بشكل عشوائي، وستشارك في هذا المرصد الجامعات ومراكز البحث، ودور النشر وغيرها، بالمناسبة أشار الزاوي الى أن الاحصائيات التي تقدمها اليونسكو عن القراءة في بلداننا خاطئة وتبعث على الاحباط. من بين مشاريع المكتبة للموسم القادم مشروع تأسيس نادي السينما الذي يهتم بالأفلام المقتبسة من الكتب، وتناقش فيه علاقة السينما بالكتاب وسيحمل النادي عنوان من المكتوب الى الشاشة. موعد آخر خاص بالندوات التي تتناول "أعلام وسير" الشخصيات الجزائرية لتكريس رموز الثقافة الجزائرية كما تستمر نشاطات أخرى كثيرة لتثبت أن المكتبة الوطنية ليست مقبرة الكتب بل هي دار الحكمة. ثم قدم الزاوي عرضه بالأرقام التي بين فيها أن المكتبة استقبلت هذا الموسم مثلا 200 شخصية ثقافية أجنبية وانتجت 200 عنوان إضافة الى تنظيم الملتقيات والتكريمات واحياء المناسبات وغيرها. للإشارة فقد افتتح على هامش هذا اللقاء معرضا بعنوان "الجزائر عبر البطاقة البريدية" يستمر الى غاية 31 أوت وهو من تنظيم مصلحة السمعي البصري ويتناول المعرض الفترة الممتدة من بداية القرن (19إلى الفترة الراهنة) كما تم تكريم بعض القراء منهم القارئ رقم 100 ألف.
