أصبحت المجتمعات العربية تعاني من مشكلة العنوسة بدرجات ونسب متفاوتة وباتت هذه الظاهرة في المجتمع الأردني من القضايا التي تأخذ حيزاً من تفكير معظم الفئات، سواءً من أولياء الأمور أو من الشباب والفتيات وذلك نتيجة الارتفاع المتزايد في حدة هذه الظاهرة خلال العقد الماضي نتيجة عوامل عديدة .فقد قال رئيس جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان أن المؤشرات بينت أن عدد النساء الأردنيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج وتجاوزت أعمارهن ال30 عاما فأكثر قد بلغ 96 ألف فتاة مع نهاية عام 2007 بعد أن كان هذا العدد 8000 آلاف في عام 1978 وهذا يعني أن نسبة العنوسة للإناث مابين من 30 و49 سنة قد ارتفعت من 7ر3% عام 1979 إلى 6ر15 عام 2007 وهو ما يشير إلى أن ما يقارب 50 % من سنوات الإنجاب الفعلية قد ذهبت دون زواج. وأوضح أن متوسط العمر عند الزواج الأول لكل من الذكور والإناث ارتفع لدى الذكور من 20 عام 1961 إلى 5ر29سنة 2007 في مقابل ذلك ارتفع المؤشر بالنسبة للإناث من 18 سنة إلى 4ر26 عام 2007 . مبينا أن هذه الإحصائية التي أعدها عضو جمعية العفاف عادل بدارنة لم تنشر رسميا وستنشر قريبا في كتاب تحت عنوان '' دليل مؤشرات الزواج والطلاق في الأردن " . موضحا أن هناك أسباباً عديدة لانتشار ظاهرة العنوسة منها، الأسباب الاقتصادية فانتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل دفعت بالكثيرين إلى تأخير زواج بناتهم العاملات للاستفادة من رواتبهن لتحسين ظروف الأسرة الاقتصادية مما يُفوت عليهن فرص الزواج وبين سرحان أن هناك أسباب اجتماعية لتأخر سن الزواج حيث تعتبر العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة من أكثر معيقات الزواج وإن كان الكثير من هذه العادات مصطنعة ويمكن تجاوزها. وعن الحل يقول سرحان يمكن وضع اقتراحات لحل هذه المشكلة التوعية بأهمية الزواج وبناء الأسرة بحيث تساهم في ذلك وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات التربوية وخصوصاً في مراحل التعليم العالي. مبادرة الشخصيات الاجتماعية والمسئولين إلى تزويج أبنائهم وبناتهم بتكاليف متواضعة ليكونوا قدوة لغيرهم من المواطنين.و دعم فكرة الأعراس الجماعية باعتبارها وسيلة عملية للتقليل من تكاليف حفلات الزفاف، وذلك بتقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لها، ومشاركة أبناء المسؤولين والشخصيات الاجتماعية فيها. و إنشاء صناديق للزواج داخل العائلات والمؤسسات، تعنى بتقديم المساعدات للمقبلين على الزواج ضمن برنامج تكافلي.