لم ينس المجتمع المدني الجزائري مرور الذكرى ال 30 لرحيل الرئيس الرمز هواري بومدين، حيث نظمت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بالتعاون مع الكشافة الإسلامية ندوة في مسرح الهواء الطلق حضرها بعض من الوجوه الثورية وفعاليات من المجتمع المدني. وكان الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو قد افتتح اللقاء بكلمة، نوه فيها بشخصية الراحل محمد بوخروبة وهو الاسم الحقيقي للرئيس الراحل هواري بومدين، ضمنها فضله في بناء القواعد الأولى للدولة الجزائرية بعد أن تركها الاستعمار في حالة يائسة وبائسة. وأضاف عبادو في أمسية الأربعاء الماضي أن بومدين الرجل، قد كان محبوب الفقراء، وكان يعمل بكل قواه من أجل رفع مستوى الشعب الجزائري من خلال رفع مستوى القوانين الوضعية، وكشف المتحدث أن أجمل وقت كان يقضيه الراحل كان مع الفلاحين والعمال والطلبة الذين أحبوه من الصميم يضيف المتحدث. وواصل بالقول ''من منا لا يتذكر دعم الرجل لقضايا التحرر في العالم وكل الشعوب المضطهدة في فلسطينالمحتلة والصحراء الغربية وتيمور الشرقية وغيرها من الدول، لينهي كلامه بالتشديد على ضرورة إكمال رسالة بومدين وغيره من الرفاق في مسألة تواصل الأجيال. من جهة أخرى وفي تدخل الأمين العام للاتحاد الفلاحين الجزائريين الحاج محمد عليوي، أكد الرجل أنه وبعد فضل الله تعالى فإن لبومدين الفضل في إيصال أبناء الفلاحين والفقراء إلى مستويات كبيرة أصبحوا بموجبها إطارات في الدولة كسفراء ووزراء وغيرهم. وأضاف المتحدث أنه برغم ما قيل عن نقائص الثورة الزراعية، إلا أنه كان لها الفضل في ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية، كما طاف على إسهامات الرجل للدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، الذي كان من أبرز محركيه ومسانديه في أروقة الأممالمتحدة وفي زيارته المكوكية لدول العالم، على صعيد متصل، حمل تدخل رئيس الجمعية الجزائرية لدعم الشعب الصحراوي الحاج محرز العماري، المحطات الكبرى لوقوف بومدين إلى جانب الشهيد مصطفى السيد الولي رمز الكفاح الصحراوي بدأ من استقلال الجزائر التي لم تتقبل الاستعمار الإسباني ومن بعد الاستعمار المغربي، مشيرا إلى رفضه بيع واقتسام الصحراء بمقتضى اتفاقية مدريد المشؤومة، ومذكرا بنضال بومدين مع رفاق الأمس من أمثال منديلا وجياب وعبد الناصر وغيرهم. وكشف العماري عن عظمة تاريخ الجزائر بعد الزيارة الأخيرة التي قادته إلى مؤسسة الرئيس كيندي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث سلم له نسخة من بيان 1 نوفمبر ,1954 وأبلغه المسؤولون هناك عن الاحترام الكبير للراحل هواري بومدين بالرغم من عدم توافق السياسات بين الشرق والغرب آنذاك. إلى ذلك، شدد القائد العام للكشافة الجزائرية نور الدين بن براهم على قيام بومدين الذي عرفه أول مرة عند وفاته والجنازة المهيبة التي أقيمت له في العام 1978 هناك، حيث كان بن براهم يبلغ من العمر 11 سنة، قال إنه يتذكر تلك المشاهد بكل حسرة، تعلم من خلالها تعلق الجزائريين بالرجل الرمز. وأنهى الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء النائب الطيب الهواري، الحديث عن مآثر بومدين بكلمة مؤثرة ذكر أن بفضل ذلك الرجل استطاع هو وأبناء الفقراء العيش بكرامة اليوم، منوها بالقيم الإنسانية له، وتركه للجزائر في آيادي آمنة، ومشددا على أنه أبرز رجالات الوطن العربي ومنوها بدوره في تأسيس الجيش الوطني الشعبي ومؤسسات الدولة المعاصرة.