طالب رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي، عبد الحميد بوعلاق، وزارة الصحة، أمس، بوضع مخطط وطني لمكافحة المرض الذي يعاني منه أكثر من مليون ونصف جزائري، في ظل النقص الفادح لإمكانيات تشخيص الداء وإجراء التحاليل· أكد عبد الحميد بوعلاق أن وزارة الصحة تخصص سنويا مبلغ 350 مليار سنتيم لمكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي، إلا أن سوء تسييرها، جعل المرض يتفاقم يوما بعد يوم، علما أن العلاج يتطلب مبالغ ضخمة، إذ تقدر تكلفة الحالة الواحدة المصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي ''ب''، ب400 مليون سنتيم مقابل 148 مليون سنتيم بالنسبة لالتهاب الكبد الفيروسي ''س''، رغم تأرجح نسبة نجاح عملية العلاج في حدود ال50 بالمائة فقط· في ذات السياق تطرق البروفيسور نبيل دبزي رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، في تدخله، إلى مشكل غياب الأطباء المختصين في هذا المرض، حيث يغيب عن كلية الطب في الجزائر هذا التخصص، ليتكفل بعلاج هذه الفئة من المرضى الأطباء المختصون في الجهاز الهضمي والطب الباطني والطب العام، مشيرا إلى أن هذا المرض مصنف عالميا في المرتبة الخامسة في قائمة الأمراض القاتلة، خاصة وأن أدوية العلاج في الجزائر غير متوفرة كلها إذ هناك نوعان فقط من مجموع سبعة أدوية يعالج بها المرضى في أوروبا وأمريكا· وأعاب ذات المتحدث نقص المراكز الطبية لإجراء التحاليل، بالرغم من الطلبات المتكررة الموجهة لوزارة الصحة، إذ أصبحت مطلبا ملحا، للتقليل معاناة المريض الذي يتكلف عناء التنقل إلى معهد باستور الوحيد بالقطر الوطني لإجراء التحاليل، علما أن وزارة الصحة وضعت لجنة خاصة لدراسة الموضوع عام 2007 إلا أنه وإلى غاية يومنا هذا لم يطرأ أي تغيير· ومن جهة أخرى أوضح بوعلاق أن مرضى الكلى مهددون بانتقال عدوى التهاب الكبد الفيروسي إليهم نظرا لنقص وسائل الوقاية، إذ تبين دراسة قام بها الدكتور بن سالم في معهد باستور مؤخرا أن 23 بالمائة من مرض الكلى يعانون من هذا الداء، مؤكدا أن المرضى يعانون من التهميش من طرف الأطباء، كجراحي الأسنان الذين يرفضون علاجهم خوفا من انتقال العدوى إليهم، علما أن 65 بالمائة من المرض سببه الوسائل المستعملة من قبل جراحي الأسنان في تعقيم أدوات العمل وهي الوسائل غير الفعالة والتي تجاوزها الزمن·