انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله الأصوات التي تدعي أن المسجد حاد عن طريقه، وصار مركزا لإخراج الإرهاب والمجرمين، موضحا أن هؤلاء بعملهم هذا لا يسيؤون إلى المسجد أو إمامه، بل يسيؤون إلى الإسلام ويدعمون بدراية أو دونها كل من يحاول إلصاق الإرهاب بالإسلام. وأوضح الوزير حلال افتتاحه ندوة حول دور المسجد في محاربة الآفات الاجتماعية، و إعطائه إشارة انطلاق الحملة السابعة لصندوق الزكاة أن المساجد ليست مكانا لتفريخ الإرهابيين وتجنيدهم. مضيفا أن الإمام أشرف من أن يدعو إلى الإرهاب والإجرام وقتل الأبرياء ، ومفندا كل الادعاءات التي تحاول إلصاق المسجد وإمامه بالجماعات الإرهابية بالقول '' لحد الآن لم يثبت أن إماما واحدا وقع في هذا العمل المشين" . وبين وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن من ينشرون هذه الادعاءات حول المساجد لا يسيؤون إلى هذه المؤسسة الدينية وإلى إمامها في الواقع إنما يسيؤون إلى الدين الإسلامي، ويدعمون بكتاباتهم التهمة التي يحاول الغرب إلصاقها بالإسلام بأنه منبع للعنف والإرهاب، مضيفا أن إساءاتهم لن تطال المسجد لأنهم كلما حاولوا ذلك ازداد الناس تعلقا وحبا له، كونه هو الملجأ الذي يجد كل من ظلم نفسه أو غيره ضالته فيه، من خلال حرص المسجد على جعل تصرفات الأفراد سوية ومتزنة. وفي السياق ذاته ، دعا المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية الأئمة إلى توسيع مداركهم ومعلوماتهم ، قصد الإلمام بكل ما يسال عنه رواد المساجد ،ومعالجة القضايا أو الموضوعات بمعرفة واطلاع،على حد ما قال المتحدث ذاته الذي أضاف أن الوزارة شرعت منذ حوالي عشر سنوات في عملية تهدف إلى عودة المسجد إلى المجتمع ،و الذي يبقى مرهونا ?حسبه- بما يقوم به الإمام الذي أشاد بدوره فيما يخص التحسيس بخطورة الآفات الاجتماعية، وملحا عليه بان يعمل ولا يحيد عن السبيل الذي سطر له ،وذلك من خلال الامتثال إلى كل ما يجمع المسلمين ويوحدهم ، وان يصبح الإمام متحدثا باسم جميع المساجد وليس بالمسجد الذي يشرف عليه فقط، ومعتبرا أن ذلك قد بدا من خلال امتثال الأئمة لقرار توحيد الأذان على كافة التراب الوطني. ولدى تطرقه إلى ملف الزكاة ، كشف أبو عبد الله غلام الله أن مداخيل صندوق الزكاة وصلت خلال سنة 2008 حوالي 540 مليون دج على المستوى الوطني، وان حوالي 1200 شخص استفادوا من قروض من هذا الصندوق، ومبينا أن النسبة الكبرى من الزكاة توجه إلى العائلات المحتاجة التي تستفيد من مبالغ مختلفة حسب قيمة المبالغ المجموعة في كل ولاية ، مشيرا إلى انه على مستوى ولاية الجزائر قدر هذا المبلغ ب 5 آلاف دينار لكل عائلة، ومبرزا أن عملية جمع الزكاة تتم عبر ثلاثة مراحل تنطلق الأولى منها ابتداء من يوم أول أمس إلى غاية المولد النبوي الشريف، أما الثانية فتكون مع شهر رمضان المقبل إلى غاية عيد الفطر المبارك في حين تكون الثالثة مع عيد الأضحى المبارك وتحص في الغالب زكاة الزروع والحيوانات.