أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف د. بوعبد الله غلام الله على جدوى الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي تجري وقائعه بدار الإمام بالمحمدية بلا انقطاع منذ الألفية تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقال الوزير الذي اشرف على افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن الكريم الذي تهتم طبعته ال11 هذه المرة بموضوع ''الوطنية والمواطنة''، على مدى ثلاثة أيام، أن هذه التظاهرة الدينية في غاية الأهمية بحكم رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يتابع مجرياها ونقاشها ومقرراتها، ولأنها تفتح المجال للتأكيد على مرجعيات الإسلام الحنيف وثوابته وأسسه البعيدة تماما عن المغالطات والصور المشوهة التي يحاول أصحابها الجاهلين وغير الجاهلين إلصاقها به زورا وبهتانا. وأضاف الوزير في ندوة صحفية رادا على كل الاستفسارات والتساؤلات لإنارة الرأي واستقامة الأمور، أن الأسبوع الوطني للقرآن الكريم استقر على سدادة الطريق والمنهج كاسبا القوة والاعتبار من خلال المواضيع المتنوعة الثرية الجديرة بالعناية والنقاش والفحص من أهل الاختصاص العارفين بالأمور والأشياء السائرين على قاعدة الجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والتطرف والادعاء الخاطئ ''أنا وحدي املك الحقيقة المطلقة''. وزادت الأسبوع الوطني للقرآن الذي يكرم فيه رواد حفظة القرآن الكريم وتفوق من يترشحون إلى المسابقات الدولية في هذا الاستحقاق، مشاركة أساتذة ومختصين عبر محاضرات جادة وجيدة تنير الرأي وتفطن الضمير وتزيل عنه غشاشة المغالطات والتزوير والتحريف والإساءة لديننا الإسلامي الحنيف المشدد على التسامح وحب الآخر دون إقصائه وتهميشه. وتحدث غلام الله بإسهاب عن موضوع ''الوطنية والمواطنة'' وقال أن أساتذة مختصين يشرحون مدلول المفهوم والمصطلح وخلفياته وإبعاده من خلال المحاضرات المفتوحة بالنقاش والحوار المجدي بغرض إزالة اللبس عن بعض القضايا وإعادة الأمور إلى نصابها ومرجعيتها دون الزيادة والنقص. ذلك أن الوطنية ابعد من أن نتصور، الذي يخدم وطنه ليس بالضرورة بالانتماء إلى حزب أو طائفة وقبيلة، لكن للوطن الواحد الوحيد، وخدمة الوطن هو الذي يجمعنا رغم اختلافنا وانتماءاتنا وانتساباتنا المتعددة. والأمثلة يعطيها البرنامج الإنمائي الخماسي بغلافه المالي 240 مليار دولار الذي يحتم علينا كل في موقعه التجند والعمل لتجسيده في الميدان خدمة للجزائر التي تحتاج إلى إطاراتها وأبنائها الأوفياء لتأدية هذه المهام على أكمل وجه بعيدا عن الاتكالية للخارج وما تمليه من تبعية مؤثرة على القرار والسيادة والمستقبل. وعن سبب اختيار موضوع ''الوطنية والمواطنة'' في هذه التظاهرة أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن هذه المسألة لم تأت من فراغ، لكن لها أسباب ومبررات، وهي كيفية العمل والمساهمة في خدمة الجزائر التي مرت بظروف صعبة وهي في فترة نقاهة للخروج من الإرهاب، بالتأسيس إلى مرحلة جديدة نقيضة للفكر الإرهابي المروج في الأوساط الاجتماعية وروح الكراهية والحقد والتطرف والغلو. وتساءل كيف يروج دعاة الإرهاب إلى أفكار ليس لها أسس من الصحة ويشحنون العواطف والغرائز عند البعض من ينساقون وراء مخططهم بايهامهم بأشياء غريبة كالذهاب إلى الجنة عند تنفيذ الجرائم والاعتداءات وزهق الأرواح التي قدسها الإسلام وانهى عنها. وقال الوزير أن هذا التفكير لا بد من مواجهته بفكر مناقض مؤسس يملك اليقين والمعرفة ويوضح بالدليل القطعي أن بناء الوطن ليس بالتقتيل والاساءة للأخر وإلصاق به صفة تسيء له وتمس بكرامته ولا تحترم حقوقه كآدمي وإنسان أوصى به ديننا الحنيف بالخير. وذكر الوزير أن إضعاف هذا الطرح المغالط المكفر للآخر لا يكون إلا إذا بني على أسس سليمة وفلسفة قوية تتجاوز المغالطات وتحبطها بالجدل السوي الصائب والإكثار من إنارة الرأي أن الإباحة بالقتل محرم شرعا. وعلى هذا الأساس تعمل الأسابيع الوطنية للقرآن الكريم منذ إقرارها بالترويج لخدمة الوطن وإعلاء شأنه وسداده. قال عنها الوزير أن فكرة بناء الوطن مسؤولية لا بد ان تتحمل كاملة، وان المسجد هو أول النواة والأرضية لهذا المسعى الذي لا يستقيم دونه شيئا. المسجد حسب الوزير هو الذي يشكل الرأي العام ومنه يبدأ الترويج لفكرة المواطنة ما لها وما عليها والى أي مدى تكسب المتانة والاستقامة والتوازن مثلما تكشف عنه محاضرات أساتذة من أهل الاختصاص في الأسبوع الوطني للقرآن الذي نجح في مهمته التعبوية والتحسيسية والمعرفية عندما جعل من إسلامنا الحنيف دينا ودنيا.